صباح_مصري ….
هل الدنيا غير عادلة … ؟
بقلم د. سمير المصري
الذنوب والمعاصي تضر أن للمعاصي آثارا وثارات وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه وعلى دينه وعقله وعلى دنياه وآخرته .
فهل الدنيا غير عادلة
او بمعنى أدق أن الإنسان يمكن أن لا يأخذ ما يستحقه منها
من سعادة وراحة بال فهي بالنسبة له غير عادلة .
الحمد لله أن الله هو العدل وأن كل ما يأتي به الله أو يقدره هو خير لنا حتى ولو لم نكن نعلم حكتمة فيه .
فكل ما يأتي الشيطان من وسوسة قل في نفسك ربي أعلم مني بما هو خير لي وأسكت.
فهل هذا التفكير خاطئ فهل الدنيا غير عادلة
أو أنه يعارض شيئا من الدين والعقيدة لايصحان نتحدثفيهاو ان نناقشه ؟
فالدنيا ليست بدار جزاء ووفاء
وإنما هي دار محنة وابتلاء وذلك أنها لم تخلق للدوام والبقاء بل للزوال والفناء
روى الطبري عن ابن جريج في قوله تعالى:
كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة قال:
أما الدنيا فتعلمون أنها دار بلاء ثم فناء والآخرة دار جزاء ثم بقاء فتتفكرون فتعملون للباقية منهما.
فلا يصح أن يحكم على حال الدنيا بمعزل عن الآخرة
فإن الله تعالى لم يخلقها إلا ليبتلي بها عباده ويمتحنهم فيها
” هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ”
لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، فلا غرابة
إذن أن يحرم منها الأنبياء والصالحون ويشدد عليهم فيها
ويعطاها أعداء الله ويوسع عليهم فيها.
الدنيا غير عادلة بمعنى أن ليست ميزانا للتفاضل بين الناس
وأن حصول زهرتها لا يدل على رضا الله، فهذا صحيح
ويدل علي ذلك قوله تعالى
” فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ*وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ*كَلَّا.. ”
فإن كانت تعني أن إقامة العدل المطلق لا يكون في الدنيا بل يكون في الآخرة
فقد قال تعالى ” وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ. ”
الخلاصة
أنه لا ينبغي الانشغال بسب الدنيا وعيبها، بل النافع أن يزهد العبد فيها ويأخذ منها ما يعمر به آخرته،
لا تنافي بين ارتكاب المعاصي وثبوت محبة الله ورسوله
فالزهد في الدنيا يريح القلب والبدن ، ومن لاح له كمال الآخرة هان عليه فراق الدنيا
ثم إن الدنيا كلها ليست سوى فصل واحد من رواية سوف تتعدد فصولها .. فالموت ليس نهاية القصة
ولكن بدايتها أما الرضا ..
باب الله الأعظم وجنة الدنيا
غدا صباح مصري جديد ….
د سمير المصري