رحلة دخول العائلة المقدسة أرض مصر كاملة
كتبت/عزة ونجت
اليوم الأول من شهر يونيو تحتفل الكنيسة القبطية المصرية بذكري دخول السيد المسيح وأمة السيدة العذراء مريم والقديس يوسف البار ، الذي ظهر له ملاك الرب قائلاً: ” قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك لأن هيرودس ملك الرومان مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه ” (مت 2: 13). وكان الغرض من الهروب حماية الطفل من بطش هيرودس ولابد أنهم قد مروا بالعريش ثم بلدة ” الفرما ” في سيناء ومنها إلى ” تل بسطة ” بالقرب من الزقازيق، فسقطت الأوثان مما أغضب كهنة المصريين فأساءوا معاملة العائلة المقدسة. وبالقرب من هناك استراحوا تحت شجرة حيث فجر الطفل نبعاً صار شفاءً لكل مرض وسمى هذا الموضع ” بالمحمَّة ” لأن فيه استحم السيد المسيح من النبع، وقد توقفت فيه العائلة المقدسة ثانية عند رجوعها إلى فلسطين ومن المحمَّة ذهبوا إلى
” بلبيس ” واستراحوا تحت شجرة سُميت بشجرة العذراء، وقد ذُكِرَ أن جنود ” نابليون بونابرت ” أرادوا قطع تلك الشجرة لاستعمالها كوقود، وبمجرد البدء في ذلك الأمر سال منها دم، فخافوا. ومن ” بلبيس ” سارت العائلة المقدسة إلى ” منية جناح ” ثم إلى ” سمنود ” حيث عبروا إلى الشاطىء الغربي وأتوا إلى سخا، وهناك ترك الطفل أثراً لكعب قدمه فسُميَ المكان
” كعب يسوع “. ومن هناك اجتازوا إلى وادي النطرون حيث تبارك المكان بالعائلة المقدسة فصار بركة للكنيسة كلها لكثرة الأديرة فيه. اتجهوا إلى عين شمس واستراحوا تحت ” شجرة العذراء مريم ” وانفجر نبع شربوا منه وغسلوا ملابس الطفل، وماء الغسيل أنبت نبات ” البلسان ” وهي الآن المطرية، بعد ذلك انتقلوا إلى ” بابليون ” بمصر القديمة وأقاموا في كهف مغارة كنيسة أبى سرجة الحالية. سمع حاكم المدينة بهم فتعقبهم ليتخلص ممن أسقط الأصنام، فتركوا المكان وركبوا مركباً بالقرب من المعادى واتجهوا إلى البهنسا حيث مكثوا خمسة أيام. اتجهوا بعدها إلى ” جبل الطير ” شرقي سمالوط، ويُروى أن صخرة ضخمة كانت على وشك السقوط من الجبل على قارب العائلة، ولكن الطفل وضع يده على الصخرة وترك أثر كفه عليها فمنعها من السقوط وسُميت ” منطقة جبل الكف “، حيث بنت الملكة هيلانة كنيسة باسم السيدة العذراء عُرفت باسم كنيسة ” سيدة الكف “. من هناك رحلوا إلى
” الأشمونين ” قرب ملوي، وتوجد الآن بئر السحابة في أنصنا وكوم ماريا بدير أبو حنس التابعة لملوي، ومكثوا فترة فسقطت الأصنام فثار كهنة الأصنام. رحلوا بعدها إلى قرية قرب
” ديروط ” ثم ” القوصية ” والتي كانت تسمى ” قسقام “، وهناك عوملوا بشدة وقسوة وطُردوا منها بعد سقوط أصنامها. هربوا إلى ” مير ” ثم التجأوا إلى ” جبل قسقام ” وأقاموا ستة أشهر وعشرة أيام في المكان المعروف بالدير المحرق حيث بنى أول مذبح على الحجر الذي كان يجلس عليه السيد المسيح.
ولما مات هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف في حلم قائلاً ” قم وخذ الصبي وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل لأنه قد مات الذين يطلبون نفس الصبي ” (مت 2: 20، 21). وهكذا تمت نبوة هوشع القائلة: ” من مصر دعوت ابني ” (هو 11: 1). وفي طريق العودة نزلوا في المغارة التي هي كنيسة أبى سرجة بمصر القديمة، ثم المطرية، ثم المحمَّة، ومنها إلى أرض إسرائيل. وقد ربحت مصر الكثير من هذه الزيارة المباركة حيث سقطت أصنامها وتحقق قول النبي:
” هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها ” (إش 19: 1). كما أن السيد بارك مصر بأن أقيم فيها مذبح للرب في وسط أرض مصر وهو مذبح الدير المحرق الأثري، فتحقق بذلك قول النبي: ” في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر وعمود للرب عند تخمها فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في أرض مصر ” (إش 19: 19، 20). كما قال ” مبارك شعبي مصر ” (إش 19: 5).
بركة هذا اليوم المقدس فلتكن معنا. آمين.