المرأة المعاصرة فضيلة أم رذيلة؟
بقلم الأديب المصرى
د. طارق رضوان جمعة
ثمرة هى كلما نضجت تُسقي شهداً، ملكةُ هى لا تمنح عسلاً إلا إذا أحبت، نبتةُ هى كلما أغدقت عليها بماء الحب أزهرت، الحور أنوثتها عميقة ولا يُجيد السباحة فى بحورها سوى سباحُ ماهر، هى قصيدة صماء لا يدرك معانيها إلا شاعر ذواق، هى المرأة الناضجة وهى الندى وهى السلام.
قويةُ هى كالحرب، لكنها رقيقة كالخيال ساحرة. فعيونها جاذبة لكل من يراها فيصير اسير ضوئهما الوهاج.
عربية الجمال، اغريقية الهوى. لها ابتسامة شمس مضيئة تدور فى فلكها الكواكب. فالمرأة الناضجة هى حبيبة عاشقة متيمة حين تحب فتُخلص وتطلع فى العطاء بسخاء، وطفلة هى حين حين تبكى. هى كيمياء لا يفهم تراكيبها إلا عالم قد تخصص برغبته فى دراستها فعرف قدرها وعشق معانيها وأغلق عليها.
ويحضرنى قصةواقعية عن أميرة شرسة وهى الأميرة خوتولون، حفيدة الامبراطور المغولى جنكيز خان وأبنة الامبراطور كايدو. فحين أراد والدها تزويجها اشترطت على زوجها المستقبلي ان يتغلب عليها فى مباراة للمصارعة فإذا غلبته فإنه سوف يخسر مائة حصان. ووصل عدد الخيول لديها عشرة آلاف حصان. لكنها حين وقعت فى حب الأمير غازان خان حاكم فارس تزوجته بدون مباراة. أشترط ما تشاء قبل الحب… فإذا جاء الحب أسدل الستار. ذلك هو الحب…سلطان السلاطين.
كل شىء بالمرأة السوية الناضجة جميل، لكن ما أريد قولت هنا ليس هجوما سافراً علي الفتاة المعاصرة ، فأنا نريد لها، عاشق لخلق الله فيها مسبح بحمده، إلا أننا أرى أن الفتاة المعاصرة تعرف حقوقها وتكفر بما عليها من واجبات. فهى تصنف الرجال صنفين… قوى ينكح وضعيف يكدح. فتعطى الأول الحق فى الحصول على المغنم، بينما الثانى يبقى له المغرم، فشتان بين الماثف بالاناقة ومن له طبع الناقة.
التربية الحديثة للفتيات بعيدة كل البعد عن تعاليم الأديان السمحه، فالفتاة المعاصرة تلهث خلف المال حين تختار زوجاً لها، وتمنح نفسها هنيئاً مريئاً لكن يدفع أكثر. ولسان حالها يقول: هيت لك، بينما ترى الشاب الفقير حشرة لا تليق بها فتقول بلسان حالها: ” معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده انا اذا لظالمون”. ورغم علاقتها وتمسكها بالنجاح إلا أنها تترك شعرة وصل مع الفاشل فتصنفه من فئة البدلاء من باب الاحتياط ، ولا تنفض عنه العبار إلا إذا يأست من الناجح، كما يأس الكفار من أصحاب القبور.
لا تصدق أن الأنثى