(٠٠٠المرأة ودورها الكونى٠٠٠)
كتب- محمد عبدالعزيز سعفان ……
البشري من خطر الانقراض، إذ أنها بغريزتها تهرب من الذكور الضعفاء، و تبحث عن الرجل القوي القادر على تمرير أفضل جينات ممكنة لأطفالها، و توفير الحماية و الأمان لهم من عاديات الزمان و نوائب الدهر.
فحتى في عالم الحيوانات تتصارع الذكور فيما بينها بقرونها، و الفائز منها هو من يحضى بشرف تلقيح إناث القطيع، بل حتى النعاج تهرب من الخروف الهزيل، و ترتمي في أحضان الكبش الأملح الأقرن، فالخروف العادي يرسل إلى المجزرة للذبح، بينما الكبش ذو الصفات الجينية المتفوقة يقضي حياته في النكاح لأنه مصدر السلالة الأصيلة.
و قد كان معيار القوة في الماضي هو العضلات التي تمكن الرجل من الصيد و الحرث و حماية المجموعة من خطر الحيوانات المفترسة و القيام بالأشغال الشاقة، أما في عالمنا المعاصر فقد تحول ميزان القوة إلى الرجل الثري النافذ القادر على ضمان حياة مستقرة لأبنائه، بحيث يحصلون على أفضل تطبيب و تعليم و توظيف.
لذا فالثراء ليس اختيارا بل اجبارا، فإذا لم تأت من أسرة ثرية، فينبغي أن تأثي الأسرة الثرية منك، فالله يخرج الحي من الميت و يخرج الميت من الحي، و كم من أثرياء بالولادة ماتوا معدمين، و كم من فقراء عانقوا الثروة، فمن جد وجد و من زرع حصد، و من سار على الدرب وصل، و من وقف على باب ولجه و لو كان من حديد.
طبعا أنا لا أشجعك هنا على الركض خلف الثراء فقط لأجل الحصول على امرأة، فالعاطفة و الجنس هما جزء صغير من الحياة و ليسا هما الحياة، فالرجل عليه أن يكون متوازنا و يعطي لكل ذي حق حقه و مستحقه دون إفراط أو تفريط، إذ يتوجب عليه أيضا تغذية روحه بالدين و صحته بالرياضة و الطعام الصحي و عقله بالعلم.
أما من يقول أنه لن يتزوج إطلاقا بدعوى القوانين المجحفة، أو أنه لا وجود لامرأة صالحة، فسأجيبه بأنه لم يتجاوز بعد مرحلة المراهقة البيولوجية أو الفكرية أو هما معا، و أنه لم يفرغ قلبه من الحقد الذي ليس له أي مبرر، فالزواج شر لابد منه، فهو سنة الله في خلقه، و النساء الصالحات لا يخلو منهن زمان و لا مكان و دورك هو ان تجتهد في البحث..