بقلم /جمعة نعمة الله
علمتني الحياة أن الله خلقنا مختلفين في الأراء ووجهة النظر
ولم نتطابق فلم لا، وقد كان الاختلاف منبع الإبداع في الإنسان” اختلاف الرأى لا يفسد للود قضية “
لقد أتقنَّا فنَّ الاختلاف في كل شيء، في الأمور الكبيرة والصغيرة، وفي جوانب الحياة المختلفة وافتقدنا آداب الاختلاف والالتزام بأخلاقياته ،
قال تعالى: ” وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ” .
كلنا نعيش في وطن واحد ولكننا مختلفون في كثير من الأشياء وهذه ظاهرة صحية لعلاج المشكلات فلنجعل خلافاتنا رحمة بدلا من أن تكون نقمة
من عاش معنا فى هذه الأيام يعلم أن فى بلادنا الاختلاف فى الرأى قد يفسد للود قضية فأنا اعرف أناس كثيرون لا يحبون بعض ولا يحبون رؤيتهم لمجرد أنهم اختلفوا فى بعض القضايا والمسائل و قد تكون المشكلة لديهم هم بأنهم لم يحسنوا الاختلاف و في اختلاف الأصدقاء شماتة الأعداء فلا تدع فرصة للأعداء و المتربصين يخرجوك عن مبدأ عام وهو احترام الرأي الأخر .
أحكي لكم قصة الإمام الشافعي مع تلميذه اسمة يونس –
اختلف مع الشافعي في مسألة،
وكل واحد منهم ظل يدافع عن رأيه بحججه وبراهينه،
إلي أن غضب يونس وقام وترك درس الشافعي وذهب إلي بيته وفي الليل فسمع يونس صوت باب بيتة فقال من بالباب؟ فرد الشافعي : محمد بن إدريس.
يونس فكرت في كل اسم محمد إلا الشافعي.
فتح الباب فوجد أستاذه بالباب، فقال اﻹمام الشافعي:
_ يا يونس ، تجمعنا مئات المسائل وتفرقنا مسألة .. !!! .
_ يا يونس ، لا تحاول الانتصار في كل الاختلافات .. فأحيانا “كسب القلوب” أولى من “كسب المواقف”…
_ يا يونس ، لا تهدم الجسور التي بنيتها وعبرتها .. فربما تحتاجها للعودة يوما ما . إكره “الخطأ” دائمًا… ولكن لا تكره “المُخطئ” .
وابغض بكل قلبك “المعصية”… لكن سامح وارحم “العاصي”…
_ يا يونس ، انتقد “القول”… لكن احترم “القائل”… فإن مهمتنا هي أن نقضي على “المرض”… لا على “المرضى
أسال الله أن يعلمنا معني احترام الرأي