لَدَيْك تَوَحَّد وَأَنْتَ لَا تَدْرِي (طيف التوحد)

المدرب الْمُعْتَمَد
الاخصائي النَّفْسِيّ وَالتَّخَاطُب
مُحَمَّد أَبُوزَيْد

الِاضْطِرَاب الْأَشْهُر والأخطر لَدَى الْأَطْفَال وَاَلَّذِي تَطور نَسَبَه الْإِصَابَة بِهِ فِي الْعَالِم بِشَكْل مَلْحُوظٌ . هَذَا الِاضْطِرَابِ حَيَّر الْعُلَمَاءُ فِي بَحْثِهِمْ عَنْ سَبَبِ الْإِصَابَة بِهِ مِمَّا جَعَلَهُم إلَيّ الْآن يكتشفون سَبَبٌ جَدِيد كُلَّ يَوْمٍ

وغالباً بَعْد بَحْثَي ودراستي أُفضل تَعْرِيف لِلْعُلَمَاء
لتوحد أَنَّه :
اضْطِرَابٌ نمائي شَامِلٌ وَاَلَّذِي يُقْصَدُ بِهِ أَنَّهُ يَشْمَلُ أَعْرَاض مُخْتَلِفَةٌ فِي شَتَّى الْجَوَانِب الْجِسْمِيَّة والاجْتِماعِيَّة والحركيه . . إلَخ
نَبْدَأ بميكانزم التَّوَحُّد لِكَي تَصِل الفِكْرَة وَهُوَ أَحَد حِيل الدِّفَاع اللاشعوريه لَدَيّ كُل إنْسَانٍ لِذَلِك قُلْنَا فِي الْعُنْوَانِ أنَّك لَدَيْك التَّوَحُّد وَلَكِنَّك لَا تَدْرِي
كُنَّا نَقْصِد حِيلَهْ مَنْ حِيَلِ الدِّفَاع اللاشعوريه سنوضحها فِي مَقَالٍ آخَر بِالتَّفْصِيلِ إنْ شَاءَ اللَّهُ .
فِي هَذَا الميكانزم يُقَلَّدُ فِيهِ الشَّخْصُ مِنْ يُحِب فِي حَرَكَاتِ مُعَيَّنَةٍ أَوْ كَلِمَات يُرَدِّدُهَا كثيراً فَيُقَالُ أنّهُ تَوَحَّد مَعَه
لَنَقُول أَنَّ اضْطِرَابَ طَيْف التَّوَحُّد قَد يَقْتَرِب مِنْ ذَلِكَ فَهُوَ قَدْ تَوَحَّد حَوْل ذَاتِه لِذَلِك يُسَمُّونَه اضْطِرَابٌ الذاتويه .

لَكِنْ كَيْفَ يُمْكِنَنِي أَنْ اِكْتَشَف الطِّفْل الْمُتَعَرِّض للتوحد مبكراً ؟
عِنْدَ بُلُوغِ الطِّفْل 18شهر أي سَنَةً وَنِصْفٍ

. يَنْظُرُ إلَيْك وَيُشِير بِإِصْبَعِهِ حَيْث يَرْغَب أَن يُرِيك شيئاً مَا

يَنْظُرُ إلَى حَيْث تُشير بِإِصْبَعِك لتريه شيئاً مَا

يَسْتَخْدِم خَيَالُه فِي أَلْعاَبَه

إنْ كَانَ الطِّفْل يَقُوم بِكُلِّ هَذِهِ النِّقَاط دُونَ أيِّ مَشَاكِل فَهَذَا طِفْل طَبِيعِيٌّ وَإِلَّا فَإِنَّه بِحَاجَةٍ إِلَى التَّوَجُّه للمختصيين كالأخصائي النَّفْسِيّ لِيَبْدَأ التشخيص الفعلى

وَرَغَم تَعَدَّد أَنْوَاع التَّوَحُّد إلَّا أَنَّهَا جميعاً قَدْ تَكُونُ مُتَّفِقَةٌ فِي الْأعْرَاضِ التَّالِيَة . . .

أَوَّلًا : الْأَعْرَاض الاجْتِمَاعِيَّة

عَدَم إظْهَارُ أَيِّ اهْتِمَام فِي لَعِبِ الْأَطْفَال الْآخَرِين

عَنِيف مَعَ الْأَقَارِبِ والأشقاء

لَا يُبْدِي أَي اهْتِمَام بِالأَلْعَاب التفاعليه عِنْدَمَا تَقُولُ لَهُ (بووم . بخ)

لَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ لِلشَّخْصِ الَّذِي يُرِيدُ الْتِقَاطُه مِنْ الْمَكَانِ الَّذِي يَجْلِسُ فِيهِ

يُقَاوِم مُحَاوَلَة حَمْلِهِ أَوْ تَقْبِيلُهُ أَو ضَمَّه

صُعُوبَةً فِي التَّوَاصُل مَعَ الآخَرِينَ

ثَانِيًا : سلوكيات شَاذَّةٌ مُتَكَرِّرَة

التَّحْدِيق فِي مِرْوَحَة السَّقْف
يَضْرِب نَفْسِه
يَدُورُ حَوْلَ نَفْسِه
يَجْذِب انْتِبَاهِه أَشْيَاء مُخْتَلِفَةٌ عَن الألْعاب
يَلْتَقِط الْغُبَار مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ
يَهْتَز دوماً

يَأْكُل أشياءغريبه(الملابس . الستائر)

ثَالِثًا : الْأَعْرَاض الحركيه

نَقْصٌ فِي المهارات الحركيه الدَّقِيقَة
الْمَشْيُ عَلَى أَطْرَافِ الْأَصَابِعِ
فِقْدَان الرشاقه
الترويل أَوْ عَدَمِ الْقُدْرَةِ عَلَى التَّحَكُّمِ فِي لُعابه

رَابِعًا : الحَسَاسِيَّة الْمُفْرِطَة لِلْأَشْيَاء

كُلَّمَا زَادَت المثيرات الحسيه(العاب وَصَوْت وَأَشْيَاء بيئيه ملموسه) كُلَّمَا زَادَ إرتباكه

خَامِسًا : صعوبات مُتَعَلِّقَةٌ بِالْحَوَاسّ

لَا يَتَحَمَّلُ الرَّبْط بِحِزَام السَّيَّارَة

صُعُوبَة شَدِيدَة عِنْد قَصّ شَعْرِه

لَا يُحِبُّ التَّجَارِب الْجَدِيدَة

يكْرَه الاِسْتِحْمَام

القِئ مِنْ رَائِحَةِ المنظفات

يَبْدُو كالأصم وَأَحْيَانًا يَسْمَع بِشَكْل عَادِيٌّ

يُدور الْأَشْيَاء أَمَامَ عَيْنَيْهِ

يُمَزِّق مُلَابَسَة

عَدَمِ مُرَاعَاةِ معايير السَّلَامَة وَالْأَمَان

لَا يَشْعُرُ وَلَا يُمَيِّزُ الْمَوَاقِفُ الَّتِي تُعرضه لِلْخَطَر

سَادِسًا : اضْطِرَابٌ الجِهَازِ الهَضْمِيِّ
يُعَانِي مِنْ بَعْضِ الْمَشَاكِلُ فِي الْهَضْم

بِهَذَا نَكُون قَد عَرَضْنَا لحضراتكم بَعْضَ الْأعْرَاضِ الَّتِي يُعَانِي مِنْهَا أَطْفَال التَّوَحُّد

ننصح بِسُرْعَة التَّوَجُّهُ إلَى الْمُخْتَصَّيْن إنْ وَجَدَ وَاحِدٌ أَوْ أَكْثَرَ مِنْ هَذِهِ الْأَعْرَاضَ

هَذَا طفلك تَعَلُّمِه فَإِنَّك أَكْثَرُ مِنْ يَسْتَطِيعُ ذَلِك