(ثَقف نفسك)
كتب د.محسن معالي……
قَالَ تَعَالَى:(( إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ إِنَّ اللهَ عَزيزٌ غَفُورٌ ))(28:فاطر)
تَفسِيرُ ذَلِكَ أنَّ العُلَمَاءَ يَخَافُونَ قُدْرَتَهُ ، فَمَنْ عَلِمَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدِيرٌ ، أَيقَنَ بِمُعَاقَبَتِهِ عَلَى مَعْصِيَتِهِ ؛ وَمَنْ لَمْ يَخشَ اللهَ تَعَالى ؛ فَليسَ بِعَالِمٍ ؛ إِنَّما العَالِمُ مَنْ خَشِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ .
– وَعَنِ ابنِ مَسْعُودٍ : كَفَى بِخَشْيَةِ اللهِ عِلمًا ، وَبِالاغْتِرَارِ جَهْلًا .
قِيْلَ لِسَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيمَ : مَنْ أَفْقَهُ النَّاسِ ، قَالَ أَتْقَاهُمْ لِرَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
قَالَ مُجَاهِدُ : إِنَّ الفَقِيهَ حَقُّ الفَقِهِ مَنْ لَمْ يَقنِّطْ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ، وَلَم يُرَخِّصْ لَهمْ بِالمَعَاصِي .
وَقِيلَ : فَمَا وَجْهُ قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ : إِنَّما يَخْشَى اللهُ بِالرَّفْعِ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءَ بِالنَّصبِ؟
الخَشْيَةُ في هَذِهِ القِرَاءَةِ :
استِعَارَةٌ ، وَالمَعنَى : إِنَّما يُجِلُّهُمْ اللهُ ، وَيُعَظِّمُهُمْ ، كَمَا يُجَلَّ المُهَيَّبُ المَخْشِيُّ مِنَ الرِّجَالِ بِيْنَ النَّاسِ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ عِبَادِهِ .