خاطرة للتذكير والتنوير والتبصير..بمناسبة قرب النصف من شعبان شهر رفع الأعمال إلى الله
بقلم د. ابراهيم الجمل
وأُذكر نفسي وأحبابي
بفضل شهر شعبان
فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغفلة
وبين أن فيه ترفع الأعمال
وأنه صلى الله عليه وسلم كان يكثر فيه من الصيام
فجاء في السنة عن سيدنا أسامة بن زيد رضي الله عنه قال:
(قلتُ يا رسولَ اللهِ لم أرَك تصومُ من شهرٍ من الشُّهورِ ما تصومُ شعبانَ قال ذاك شهرٌ يغفَلُ النَّاسُ عنه بين رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين وأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ)
وفي هذا الحديث ينوه النبي صلى الله عليه وسلم عن الحذر من مرض الغفلة حيث أنه يُنسي الإنسان عن الهدف الذي خلق من أجله قال تعالى
“وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ” [مريم : 39]
“وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ”
[الأنبياء : 97]
وبرحمة ورأفة من رسول الله صلى الله عليه وسلم دلنا على وقت صعود الأعمال إلى الله لأن الأعمال بالخواتيم
فدلنا على هذا الرفع وأنه يحدث في شهر شعبان
وهذا حتى يحض المؤمنين جميعاً على الانتباه وعدم الغفلة عن كثرة العمل الصالح
حتى تكون نهاية الأعمال بالخير والفضل رجاء الرحمة والمغفرة من الله سبحانه وتعالى
ثم دلنا على أفضل الأعمال وهو الصيام ، لأنه من أجل وأعظم العبادات لأنه صفة من صفات الله فهو سبحانه الذي يطعم ولا يطعم
وهو كذلك صفة من صفات الملائكة وهو كذلك يزكي النفس
لذا شرعه الله في الكفارات كعقوبة بدنية للتزكية لمن ارتكب تعدي عظيم
كقتل مؤمن خطأ أو تلفظ بالظهار على زوجته
أو وقع على امرأته في نهار رمضان فعليه صيام شهرين متتابعين ….
وفي هذه الإشارة النبوية من الواجب علينا
التهيئة قبل شهر الصيام المبارك من التخلية والتحلية قبل رمضان
وذلك يكون بكل سبيل يصلح نفس الإنسان سواء
بالدعاء أو قراءة القرآن
أو صلة الأرحام. أو الإصلاح بين الناس
والدعاء للبلاد والعباد بالصلاح وفتح البركات والفرج والنصر على الأعداء في الأرض المباركة ….
وكذلك إحياء ليلة النصف من شعبان
بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
( إنَّ اللَّهَ يطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ فيغفِرُ لجميعِ خلقِهِ إلا لمشرِكٍ أو مشاحنٍ . )
فعلينا جميعاً أن نزيد الإجتهاد في رضا الله خاصة في هذه الليلة
وذلك عن طريق:
العفو والصفح والتسامح عن الآخرين وأن نعفوا عمن ظلمنا وندفع بالتى هي أحسن كما أمر الله سبحانه وتعالى
وأن نترك جميعاً لغة التشفي والتصادم والانتقام والنيل من الناس
حتى تتدركنا رحمة الله تعالى
ويمكن أن نقيم الليل أو نفعل أي سعي في أي من أبواب الخير في هذه الليلة المباركة. ….
كتبه الفقير الى عفو ربه الغني بفضله
إبراهيم الجمل