ليلة الإسراء والمعراج
بقلم: عمر الشريف
تعتبر ليلة الإسراء والمعراج من الليالي المقدسة عند المسلمين
وهي من أرقى المناسبات الدينية والتي تمثل أحداثها إحدى معجزات الرسول والأنبياء والإيمان بهذه الليلة العظيمة واجب على كل مسلم.
أمر الله جبريل عليه السلام بمرافقة سيد الأنبياء عليه الصلاة والسلام في رحلة الإسراء والمعراج لما ضاقت به الدنيا.
أراد الله عز وجل أن يخفف الضيق عن صدر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، بعد أن ضاق به الحال، ورفض أهل الطائف بالاستجابة إلى الدعوة، بحيث قام بإرسال سيدنا جبريل عليه السلام ومعه براق، وقيل أن البراق هو حصان وله أجنحة والله أعلم.
رحلة روحية قام بها خير الأنبياء المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وكان لهذه الرحلة مزايا وخصائص وأهداف، وهذه الليلة يؤمن بها كل مسلم، وهي من المعجزات التي خص بها الله تعالى الرسول محمد
وهذه الليلة لها حادثتان، رحلة الليل للنبي على ظهر البراق برفقة ملك الوحي جبريل عليه السلام من الحرم المكي إلى المسجد الأقصى الواقع في فلسطين وتحديداً في مدينة القدس المحتلة
حيث اجتمع بالأنبياء والرسل وصلى بهم، ثم تابع الرحلة ووصل إلى عرش الله تعالى في سدرة المنتهى، وعاد إلى الأرض في نفس الليلة بعد أن أكمل رحلته.
جاءت رحلة الإسراء والمعراج من قبل الله تعالى رحمة ورأفةً للنبي بسبب اشتداد أذى المشركين له
وما أعقبه من أحزان، خاصة بعد وفاة زوجته السيدة خديجة
ووقعت هذه الحادثة مع الرسول بعد عودته من الطائف
والسبب الحقيقي لهذه الرحلة هو اشتداد عذاب الرسول وحزنه وغمه، وتأكيداً للنبي على أن الله تعالى لا يترك عبده في كرب.
في رحلة الإسراء والمعراج أراد الله تعالى عدة أهداف لرسوله تعالى، فيما يلي أبرز أهداف هذه الرحلة:
الحد من الإساءة الجسدية والنفسية للنبي صلى الله عليه وسلم التي مارسها أهل قريش على الرسول.
اخراج النبي من الحال التي كان عليها بعد وفاة عمه وزوجته.
كانت الرحلة اختباراً للنبي ومدى إيمانه بالله تعالى، واختباراً
لإيمان وصدق المسلمين الذين كان منهم مخلصين في مسيرة الرسول ومنهم من ينافقه.
تضمنت رحلة الإسراء عدداً من الأحداث التي لم يستطع العقل البشري تصديقها، وكانت هذه الرحلة دليلاً للرسول لمعرفة من آمن بالله ورسوله.
أظهرت رحلة الإسراء والمعراج إلى النبي أنواع العذاب المختلفة التي ستلحق بكل من كفر بفضل الله تعالى.
كانت حادثة الإسراء والمعراج هي الليلة المباركة التي فرض فيها الله عز وجل بالصلاة، كان كتابا موقتا للمؤمنين.
وفي الختام: نقول إن الله قريب من عباده، ولا يسهل عليه حزنهم، بل يختبر قوة صبرهم وإيمانهم.