مع الإسراء والمعراج
كتب محمود عبد الصمد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
يحتفل المسلمون بالإسراء والمعراج كل عام .
وقد حدثت رحلة الإسراء والمعراج في منتصف فترة الرسالة الإسلامية ما بين السنة الحادية عشر إلى السنة الثانية عشر من البعثة النبوية الشريفة
وتعد رحلة الإسراء هي الرحلة التي قام بها الرسول( ص) على البراق مع جبريل ليلا من مكة إلى بيت المقدس في فلسطين
ثم عرج به إلى الملآ الآعلى عند سدرة المنتهى وعاد بعد ذلك في نفس الليلة.
جاءت رحلة الإسراء والمعراج تسرية عن الرسول (ص) بعد وفاة عمه ” أبو طالب” وأم المؤمنين”خديجة بنت خويلد”
وبعد ما لقيه النبي- صلى الله عليه وسلم- من أهل الطائف ، فقد أراد الله- تعالى- أن يخفف عنه عناء ما لاقى
وأن يسري عنه وأن يطمئنه.
ورد في سورة الإسراء بسم الله الرحمن الرحيم ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(صدق الله العظيم )
وقد تمت هذه الرحلة بالروح والجسد معاً و تجاوزت حدود الزمان والمكان.
قال ابن القيم:
أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده على الصحيح من المسجد الحرام إلى بيت المقدس
راكبًا على البُرَاق، بصحبة جبريل عليهما الصلاة والسلام
فنزل هناك، وصلى بالأنبياء إمامًا، وفى هذا إشارة إلى أن الإسلام هو كلمة الله الأخيرة إلى خلقه وأنه خاتم الديانات السماوية .
ثم عرج الرسول – صلى الله عليه وسلم- إلى السماء في رحلة معجزة
هيأها الله لنبيه ، حيث التقى في كل سماء بعدد من الأنبياء وكلمهم وتحدث إليهم وحيوه وهنئوه
فقابل في السماء الأولى “آدم”- عليه السلام- أبا البشر
وفى السماء الثانية “يحيى وعيسى” – عليهما السلام- وفى السماء الثالثة “يوسف” – عليه السلام-
وفي السماء الرابعة “إدريس” – عليه السلام- وفى السماء الخامسة “هارون” – عليه السلام- وفى السماء السادسة “موسى” – عليه السلام- وفى السماء السابعة “إبراهيم” أبا الأنبياء- عليه السلام .
ثم ارتقى فوق السماوات العلا لمناجاة ربه
وهذه مكانة لم يبلغها نبي ولا رسول ولا ملك من الملائكة
وفى هذا اللقاء فرضت الصلوات الخمس وأراه الله من آياته الكبرى ، فرأى الجنة ، وما أعده الله للمتقين
ورأى النار وما أعده الله من العذاب للكفار والعاصين .
ثم عاد الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى “مكة” في الليلة نفسها بعد أن رأى من آيات ربه الكبرى , ليواصل دعوته ونشر الإسلام بين القبائل …