“غرابة في غربتي”
بقلم / وليد عبد الحميد العياري……
غريب أنا
أبحث عن ذاتي في لج النفس اللوامة
تغريني أهازيج الهذيان..
تمطرني الحياة بوابل من العذاب..
أحيانا يحتويني الماضي
فأعيش لحظات من وهم السعادة…
وأحيانا أخرى أرحل إلى عالم القداسة
فترتديني فكرة الغرور والتعالي…
وفجأة تتملكني رعشة….
فتجدني في بحر التواضع سابحا…
أقرأ أفكار المجانين وباعة الوهم…
أعد حبات الحصى
أرسم طرقا ملتوية فوق أديم الأرض
بعصا…والشرود قد سرق لحظات عمري…
لم أتفطن لمرور حالمة
كان تظفر جدائل الدجى..
وترسم بنظراتها خطوات الأمل نحوي…
غريب أنا ….على جدار زمني
على جدار زمني
قد رسموا خريطة لتحركاتي…
كانوا يخططون لحرق جميع مخطوطاتي…
كانوا يخططون لإغتيال حلمي
والإحتفال بنحر حروفي
ونصب مشنقة لكل غيمة
تقترب من بستان كلماتي…
أنا بعض جسد أنهكه السهر…
كنت ألوك كل ليلة نفس الإسطوانات…
تعبت شفاهي من ترديد نفس الحكايات
نفس الأخطاء…
وكل زلة تعيد لي زمن الزلات…
لا توبة عن العشق
وإدمان يؤرق أوراقي وأقلامي
دنان الحبر أفرغت…
والخمارات أغلقت..
لا الأوراق سكرت..
ولا الحروف تحررت…
أنا الغريب والسجين..
الزهد خمرتي واليقين مسكني..
الشعر معبدي..
وكل خطاياي تنتظر توبة…
تعيد لي جنوني ووحدتي وكل سماتي..
تونس