النظام الضريبي فى الإسلام ودوره فى تحقيق العدالة
أصدار كتاب جديد للباحث الأسلامى الدكتور/ محمد المصرى
متابعة / صفاء مصطفى
غدا السبت وبحضور الدكتور محمد المصرى ماجستيرالعلوم الأسلامية شعبة اقتصاد يتم توقيع الكتاب فى معرض القاهرة الدولى
واوضح الدكتور المصرى لمحبيه عن بعض هداف الكتاب قائلا:
تعتمد الدولة فى الفكر المالى الإسلامى على إيرادات متعددة , وفى كثير من الأحيان لا تكفى حصيلة هذه الإيرادات لتحقيق الأهداف التى ترجوها الدولة , لذا تفرض الدولة ضرائب على القادرين لتستطيع أن تواجه زيادة النفقات فى المجتمع . وإذا تحدثنا عن الضريبة فى النظام المالى الإسلامى , سنجد أن النطام المالى الإسلامى لايوجد فيه مصطلح الضريبة , لأن هذا المصطلح حديث , ولكن يوجد ما يقابله وهو مصطلح التوظيف
وهذا المصطلح يعنى أن تفرض الدولة على القادرين مبالغ معينة لتستطيع أن تفى باحتياجاتها , ولعل أول ما يلفت النظر فى هذا اللفظ هو تشابهه مع لفظ ” التوظف ” والذى يعنى قيام بعض أفراد المجتمع بشغل وظيفة ما للقيام بعمل مقابل أجر أو راتب . أما مصطلح “التوظيف ” فهو يعنى العملية التى يقوم فيها الحاكم بفرض التزامات مالية معينة على القادرين لأغراض معينة مشروعة وفق ما أجازه الفقهاء . وهذا يعنى حق الدولة فى فرض ضرائب فوق الزكاة وسائر التكاليف المحددة بالكتاب الكريم والسنة المطهرة ، وذلك وفقا لظروف المجتمع الإسلامى ، ومما لاشك فيه أن هناك أدلة من القرآن الكريم والسنة المطهرة وأقوال الصحابة وآراء الفقهاء على حق الدولة فى فرض ضرائب فوق الزكاة
ففى القرآن الكريم قال تعالى: (لّيْسَ الْبِرّ أَن تُوَلّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـَكِنّ الْبِرّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الاَخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنّبِيّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىَ حُبّهِ ذَوِي الْقُرْبَىَ وَالْيَتَامَىَ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السّبِيلِ وَالسّآئِلِينَ وَفِي الرّقَابِ وَأَقَامَ الصّلاةَ وَآتَى الزّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصّابِرِينَ فِي الْبَأْسَآءِ والضّرّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـَئِكَ الّذِينَ صَدَقُوآ وَأُولَـَئِكَ هُمُ الْمُتّقُونَ) [سورة: البقرة – الأية: 177] ومن السنة المطهرة ما رواه الترمذى من قوله صلى الله عليه وسلم ( ” إن فى المال لحقا سوى الزكاة ” ثم تلا قوله تعالى ” لّيْسَ الْبِرّ أَن تُوَلّواْ وُجُوهَكُمْ . . . الآية ” ) تفسير الإمام القرطبى وابن كثير
وأيضا قول النبى صلى الله عليه وسلم ” من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ، ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لازاد له ، قال : فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لاحق لأحد منا فى فضل ” رواه الإمام أحمد عن أبى سعيد الخدرى . وأيضا من أقوال الصحابة قول الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه ” إن الله فرض على الأغنياء فى أموالهم بقدر ما يكفى فقراءهم ، فإن جاعوا أو عروا أو جهدوا فبمنع الأغنياء ، وحق على الله تعالى أن يحاسبهم يوم القيامة ويعذبهم عليه”