العراق تبحث تمويل التجارة مع تركيا بالعملة المحلية
متابعة/ جادالله عبدالهادى
خطط العراق لزيادة الاعتماد على العملة المحلية في التبادلات التجارية مع تركيا، وذلك محاولة لمكافحة أزمة الدولار واختلاف أسعار الصرف بين السعر الرسمي والسوق الموازية.
حيث وجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بتشكيل لجنة عراقية – تركية لتنظيم التجارة والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، ودعم استيرادات التجار العراقيين بالدينار، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء العراقية عن مصدر حكومي.
ومن المخطط أن تمثل اللجنة قوى السوق، والمنظمات الاقتصادية العراقية والتركية، وستضم رابطة المصارف العراقية الخاصة، ومجلس الأعمال العراقي التركي، واتحاد الغرف التجارية العراقية، واتحاد المقاولين العراقيين.
كما قرر أيضا فتح حوار مباشر حول موضوع “الصفقة المتكافئة”، وذلك من خلال التفاوض المباشر مع اتحاد المصدرين الأتراك، والبنك المركزي التركي، بالتنسيق مع البنك المركزي العراقي، وذلك لـ”وجود رغبة عالية لدى الطرف التركي بالدفع بالعملة المحلية”، وفقاً للمصدر ذاته.
ومن جهته أكد رئيس رابطة المصارف الخاصة العراقية وديع الحنظل، أنه سيتم التواصل مع الجانب التركي في الأيام المقبلة لتنفيذ الاتفاق لافتاً إلى أن “عمليات الاستيراد ستموّل بالدينار العراقي”.
وقال الحنظل لوكالة الأنباء العراقية: إن “الجانب التركي أبدى مرونة كبيرة في تمويل التجارة من خلال الدفع بالدينار العراقي والتسديد للمورد بالليرة التركية” معتبراً أن “سعر صرف الدولار سيشهد انخفاضاً في السوق الموازية، بسبب الاتفاقات العراقية مع دول الجوار لتمويل التجارة الخارجية”.
وتعتبر تركيا من أبرز الشركاء التجاريين مع العراق فوفقاً لهيئة الإحصاء التركية بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 15.2 مليار دولار في العام الماضي، مقارنة بـ12.8 مليار دولار في 2021.
وقد ارتفعت الصادرات التركية إلى بغداد خلال الفترة ذاتها بنحو 23.6% لتسجل 13.8 مليار دولار.
الخطوة العراقية تأتي ضمن عدة خطوات لجأت إليها الحكومة لمكافحة التقلبات في سعر الصرف في السوق الموازية، خصوصاً بعد إدراج الولايات المتحدة 14 مصرفاً عراقياً على القائمة السوداء، ومنعها من إجراء معاملات بالعملة الخضراء، للاشتباه في استخدامها لغسل الأموال وتحويل الأموال إلى إيران وسوريا. وزاد سعر الدينار في السوق الموازية الأحد، عن 1500 في حين أن السعر الرسمي يصل إلى 1320 ديناراً للدولار.
وخلال الأشهر القليلة الماضية لجأت الحكومة إلى توقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية مع العديد من الدول خصوصاً الدول الخليجية. ففي ديسمبر الجاري، وقع البنك المركزي العراقي على اتفاقية مع بنك أبوظبي الأول لتمويل التجارة والاستيراد بين العراق والإمارات بعملة الدرهم، وفق وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
وفي الشهر ذاته وقعت السعودية والعراق اتفاقية شراكة في مجال استثمارات القطاع الخاص الصناعية.
السفير السعودي عبد العزيز الشمري أفاد في تصريح للوكالة الرسمية العراقية آنذاك، بأن الاتفاقية التي تم توقيعها تعتبر “فرصة أولى”مضيفاً أن “هناك الكثير من الفرص التي تُدرس، والبشرى ستكون للشعب العراقي خلال الأشهر القليلة المقبلة”.
وتأتي هذه الاتفاقيات بعد أسابيع من إعلان وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح أن المملكة تدرس تدشين أول منطقة اقتصادية حرة مع العراق، بالمنطقة الحدودية في عرعر، مبدياً آماله بأن تكون المنطقة أول منطقة اقتصادية حرة مع دولة مجاورة بدون ضرائب أو رسوم أو تأشيرات دخول لخدمة المستثمرين في البلدين.