دكتاتورية الفيتو
خالد السلامي
من المعروف ان حق النقض المعروف بالفيتو قد تم منحه ، من قبل الأمم المتحدة التي شكلتها الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية ومَن تحالف معها ضد دول المحور ، للدول الخمس الكبرى والتي كانت تشكل الثقل الاكبر في تلك الحرب وهي امريكا وانكلترا وفرنسا والاتحاد السوفيتي والصين وهي الدول التي تمتلك اكبر قوة نووية وكان ذلك اشارة للعالم اجمع بأنه سيكون تحت إمرة وتحكم هؤلاء الطغاة المنتصرين في حربهم ضد النازية وحلفائها .
ومنذ تشكيل الامم ومجلس الأمن الدولي ومَنْحِ الفيتو لأولئك الكبار حجما وقوة لم نر احدا منهم قد استخدم حقه هذا إلا ضد الحق ولم نسمع أيا منهم قد انتصر لمظلوم او مغلوب على أمره وإنما كانوا دائما مناصرين للغاصبين والمحتلين والمعتدين واكثر من نال حظه من ظلم دكتاتورية الفيتو هم العرب وخصوصا اهل فلسطين السليبة فقد كان الفيتو الغربي وخصوصا الامريكي حاضرا في كل جلسة لمجلس الأمن الدولي تحاول الانتصار للحق الفلسطيني خصوصا او العربي عموما وكان الفيتو دائما الى جانب أعداء العرب وكأنه اعد خصيصا ليستخدم ضد العرب وحقوقهم ومصالحهم .
واليوم وبعد أحداث طوفان غزة وتعري الموقف الغربي وخصوصا الأمريكي من انتقام الكيان الصهيوني من الشعب الفلسطيني المظلوم بهذه الوحشية النازية وإصرارهم على الفيتو ضد اي محاولة لإيقاف هذا العدوان الهمجي ضد المدنيين في غزة والضفة الغربية بدأت دول العالم الاخرى تعي خطورة هذا الطغيان الأمريكي على العالم فخلال شهرين استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض مرتين وفي المرتين يعاد عرض مشروع القرار على الجمعية العامة للأمم المتحدة ويتم التصويت عليه بأغلبية ساحقة مما يدل على اشمئزاز العالم من المواقف العدوانية للولايات المتحدة الأمريكية ضد حقوق الشعوب المغلوبة في العالم وخصوصا الشعب العربي الفلسطيني فصار الرفض العالمي لهذه السياسة الإرهابية التي تستخدمها الدولة المضيفة للأمم المتحدة ضد شعوب العالم المظلوم يتصاعد بشكل ملفت للنظر وهذا يتطلب من المنظمات العربية والعالمية المناهضة للعدوانية الأمريكية وبعض ساسة العرب ممن لا يرتبطون بالغرب وقادة العالم الحر الاخرين باستغلال هذا الرفض العالمي والمطالبة بتصحيح مسار الأمم المتحدة بإتجاه حفظ السلم العالمي ونصرة المظلومين ورد الظالمين والبدء بطرح التعديلات والمقترحات التالية من اجل اعادة المكانة الحقيقية للأمم المتحدة وهي:-
اولا. المطالبة بنقل مقر الأمم المتحدة الى دولة محايدة غير ذات تأثير على الوضع العالمي من حيث امتلاك القوة والقدرة على التحكم في مسار الأمم المتحدة .
ثانيا. إلغاء مجلس الأمن الدولي واناطة مسؤولياته بالجمعية العامة للأمم المتحدة
ثالثا. إلغاء حق النقض الفيتو وجعل التصويت على مشاريع القرارات بالأغلبية المطلقة كحال اي ديمقراطية في العالم.
رابعا . وضع قوانين عالمية جديدة لحقوق الانسان لا تميز بين شرقي ولا غربي ولا بين عربي او اعجمي وحقوق الشعوب والتمييز بين مقاومة الاحتلال وما يسمي بالإرهاب.
خامسا. تشكيل قوة عالمية لا تشارك في قيادتها الدول الكبرى تكون مهمتها نصرة الشعوب المظلومة ضد اي اعتداء اجنبي عليها ونصرة الشعوب المظلومة من قبل حكامها في حال طلب تلك الشعوب رسميا من الأمم المتحدة نصرتها على يكون الطلب نتيجة لاستفتاء شعبي او استطلاع رأي معلن او موقع من قبل نسبة كبيرة من ابناء ذلك الشعب .
وبالتأكيد سيكون العالم كله بخير لو حصل هذا التحرك ونجحت تلك المطالب.