فهم العلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية “CAR-T” وآثارها الجانبية المحتملة
كتب : ماهر بدر
العلاج المناعي يسخر جهاز المناعة في الجسم لمحاربة السرطان.
العلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية (العلاج بخلايا CAR-T)
هو شكل من أشكال العلاج المناعي الذي يقوم فيه أخصائيو الرعاية الصحية بإزالة الخلايا التائية للشخص من خلايا الدم البيضاء المعروفة باسم الخلايا اللمفية
التي تشارك في استجابة الجهاز المناعي
وتعديلها وراثيًا لإنتاج مستقبلات المستضد الخيمرية (CARs).
يتم بعد ذلك حقن الخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية (CAR-T)
مرة أخرى في مجرى دم المريض، حيث تستهدف الخلايا السرطانية وتقتلها.
يقول دكتور محمد خرفان دباجة، دكتور في الطب اختصاصي الدَّمَويات والأورام في مايو كلينك:
“يعد العلاج بخلايا CAR-T من بين أكثر المجالات الواعدة لعلاج السرطان، مع العديد من قصص النجاح في جميع أنحاء العالم.
لقد أعطى أملًا جديدًا للمرضى الذين كانت لديهم في السابق خيارات محدودة.”
من مؤهل للعلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية (CAR-T)؟
وافقت إدارة الأدوية الفيدرالية على العلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية (CAR-T) لعلاج سرطانات الدم التالية:
سلائف الخلايا البائية للبالغين والأطفال – سرطان ابيضاض الدم (لُوكيميا) (ALL)
لمفومة الخلايا البائية الكبيرة المنتشرة (DLBCL)
لمفومةالخلايا البائية الكبيرة الأوّلية المَنصَفية
سرطان لمفومة الخلية البائية الكبيرة المتحولة من سرطان الغدد الليمفاوية الجريبي
سرطان لمفومة الخلية البائية الكبيرة عالية الدرجة
سرطان لمفومة الخلية البائية الكبيرة العدوانية غير المحددة (NOS)
لمفومة الخلايا القشرية
الأورام اللمفية الجريبية
الأورام النقوية المتعددة
الأشخاص الذين يعانون من هذه التشخيصات والذين لم يستجب مرضهم للعلاج (المقاومة)
أو الذين انتكس مرضهم قد يكونون مؤهلين للعلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية (CAR-T).
يجب أن يخضع المرضى لتقييم شامل لتحديد ما إذا كان العلاج بخلايا CAR-T هو الخيار الأفضل للعلاج.
كم يستغرق الأمر من الوقت لإتمام العلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية (CAR-T)؟
تعتبر عملية العلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية (CAR-T) معقدة
ويمكن أن تستغرق عدة أسابيع. يعاني معظم الأشخاص من رد فعل تجاه الخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية (CAR-T)
مما قد يتطلب منهم البقاء في المستشفى للمراقبة والإدارة.
يقول الدكتور خرفان دباجة: “يجب على الأشخاص الذين يخططون لتلقي العلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية (CAR-T)
أن يتوقعوا البقاء في المستشفى بعد حقن الخلايا لعدة أيام حتى يتمكن فريق الرعاية الخاص بهم من مراقبة استجابتهم للعلاج”.
ما الآثار الجانبية المحتملة للعلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية (CAR-T)؟
في حين أن الآثار الجانبية لعلاج الخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية (CAR-T)
قابلة للعكس بشكل عام، إلا أن الدكتور خرفان دباجة يقول إنها قد تشمل:
متلازمة إطلاق السيتوكين (CRS): تعد متلازمة إطلاق السيتوكين (CRS)
أحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا للعلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية (CAR-T)،
وتنجم عن الاستجابة المناعية التي تحدث عند إدخال الخلايا التائية المعدلة إلى مجرى دم المريض.
عندما تبدأ الخلايا التائية في استهداف الخلايا السرطانية،
فإنها تطلق عددًا كبيرًا من السيتوكينات – وهي بروتينات يمكن أن تتسبب في المبالغة في رد فعل الجهاز المناعي.
وقد يؤدي هذا إلى الحُمّى، وانخفاض ضغط الدم، وآلام في العضلات وأعراض أخرى تشبه أعراض الإنفلونزا. في الحالات الشديدة،
يمكن أن نسبب متلازمة إطلاق السيتوكين (CRS) فشل الأعضاء وحتى أن تكون مميتة.
يمكن التحكم في معظم الأعراض المرتبطة بمتلازمة إطلاق السيتوكين (CRS) باستخدام الأدوية والمراقبة الحثيثة.
السمية العصبية:
قد يعاني بعض المرضى من تأثير عصبي يعرف باسم السمية العصبية بعد تلقي العلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية (CAR-T).
هذه حالة خطيرة محتملة تؤثر فيها الاستجابة المناعية للعلاج على الجهاز العصبي المركزي.
في حين أن السبب الدقيق للتسمم العصبي غير مفهومًا جيدًا، تشير بعض الدراسات إلى أنه يرتبط جزئيًا بخطورة متلازمة إطلاق السيتوكين (CRS). يمكن أن تشمل الأعراض الارتباك والنوبات المَرَضية وصعوبة التحدث أو المشي.
يتم حل معظم حالات السمية العصبية من خلال المراقبة الحثيثة دون آثار جانبية طويلة المدى.
اضطرابات الدم:
يمكن أن يؤدي العلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية (CAR-T) إلى تغيرات في الدم يمكن أن تؤدي إلى فقر الدم ،
ونقص الصفيحات (انخفاض عدد الصفائح الدموية)
واضطرابات الدم الأخرى. عادةً ما تكون هذه التأثيرات قصيرة الأمد وتختفي من تلقاء نفسها بمرور الوقت،
ولكنها قد تكون أكثر خطورة لدى بعض المرضى.
العَدوى:
قد يكون الأشخاص الذين يتلقون العلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية (CAR-T)
أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، خاصة خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد العلاج عندما يعمل الجهاز المناعي وقتًا إضافيًا لمحاربة السرطان.
يمكن أن يبقى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء أكثر عرضة لخطر الإصابة بالعَدوى لبعض الوقت.
ويجب مراقبتهم عن قرب بحثًا عن مؤشرات العَدوى، بما في ذلك الحُمّى والقشعريرة والشعور العام بالتوعك.
الآثار الجانبية طويلة المدى:
نظرًا لأن العلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية (CAR-T) لا يزال جديدًا نسبيًا، فإن المتخصصين في الرعاية الصحية لا يعلمون بعد النطاق الكامل لآثاره الجانبية طويلة المدى.
يشجع الدكتور خرفان دباجة الأشخاص الذين يفكرون في العلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية (CAR-T) على التحدث مع فرق الرعاية الخاصة بهم
حول المخاطر والفوائد المحتملة وأي مخاوف بشأن صحتهم على المدى الطويل.
ويوصي أيضًا بالسعي للحصول على تقييم للعلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية (CAR-T) في مركز علاج السرطان الشامل.
يقول الدكتور:
“إذا كنت تعتقد أنك أو شخص عزيز لديك قد تكون مرشحًا لهذا العلاج، فمن الأفضل التواصل مع فريق رعاية لديه خبرة في علاج العديد من مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج بالخلايا التائية المستقبلة للمستضدات الخيمرية (CAR-T)”.
تم نشر هذه المقالة في الأصل على مدونة مركز مايو كلينك الشامل للسرطان.
نبذة عن مايو كلينك
مايو كلينك هي مؤسسة غير ربحية تلتزم بالابتكار في الممارسات السريرية والتعليم والبحث وتوفير التعاطف والخبرة
لكل مَن يحتاج إلى الاستشفاء والرد على استفساراته.