شيخ يشترط مهر ابنته ” القرآن “، ويدعو لمبادرة تيسير الزواج بمنسافيس.
متابعة: علاء سليمان
قام فضيلة الشيخ والمعلم القرأني “أحمد عبدالعليم” موجه أول الدراسات الإجتماعية بأبوقرقاص وصاحب مكتب العليم للقرآن الكريم بمنسافيس مركز ابوقرقاص جنوب محافظة المنيا بإطلاق حملة توعوية لمواجهة غلاء المهور وتكاليف الزواج حيث بدأ بنجلته الأستاذة فاطمة احمد عبدالعليم التي كان مهرها كتاب رب العالمين.
قال الشيخ “احمد عبدالعليم” “كم نادى الدعاة والمصلحون، وكم رددوا من الخطب والمواعظ والدروس والنصائح التي أصغت إليها أسماع بعض الأولياء ولم تعيها قلوبهم، كم دعوا إلى تخفيف المهور، وأكدوا على ضرورة تيسيرها، وبينوا الأخطار الناجمة عن المغالاة فيها، فكم من شاب عقد العزم على إكمال نصف دينه، فاعترضته عقبةُ كثرة الصداق، واصطدم بها، فتوقفت آماله، وتحطمت رغباته، وشكا إلى الله حاله، وكم من فتاة تتوق إلى تكوين أسرة وإنجاب أولاد، فحال وليها بينها وبين تحقيق آمالها باشتراطه مهرًا غاليًا كلما تقدم إليها خاطب”.
أضاف “عبد العليم “ان هذه المغالاة تدمر الأسرة قبل بنائها، وتتسبب في عدم قدرة بعض الشباب والأسر على هذه التكاليف، وبالتالي تأخر الزواج وارتفاع نسب العنوسة، فلابد من بذل مزيد الجهد لدعم الترابط الأسري والحفاظ على الشخصية الشرقية من مهَبّ العادات الغربية التي لا تناسب مجتمعاتنا في الوقت الذي يلتزم فيه الشاب بالإلتزامات أخرى متعلقة بتجهيز شقة وأثاث وحفل للعرس، فيصبح الشاب البسيط مطلوب منه نحو مليون جنيه ليبدأ حياته.
وفى نفس السياق شهدت بعض القرى في الأرياف إطلاق عدة مبادرات تسعى لمواجهة غلاء المهور، خاصة في ظل الارتفاع الجنوني في طلب المهور، حيث اقتربت من نصف مليون جنيه في بعض القرى، في الوقت الذي يلتزم فيه الشاب بالإلتزامات أخرى متعلقة بتجهيز شقة وأثاث وحفل للعرس، فيصبح الشاب البسيط مطلوب منه نحو مليون جنيه ليبدأ حياته.
أكد “عبد العليم” انه ليس بالأموال الطائلة تُبنى المنازل، ونضمن السعادة لبناتنا، وإنما بزوج صالح حافظا لكتاب الله او يراعي الله فيها، يصونها ويحافظ عليها، يضمن لها الاستقرار، فالأموال زائلة، ومعادن الرجال الأصيلة هي الباقية، تعبر بمنازلنا لبر الأمان، فكم من فتيات حصلن على “شبكة” بآلاف الجنيهات ومهر بأرقام ضخمة، ولم يستمر الزواج سوى أشهر وربما بضعة أيام، وقد ينتهي الأمر برمته في محاكم الأسرة، وكم من فتيات بحثن عن الستر والعفة والزوج الصالح بأقل المهور، فامتلأت منازلهن بالسعادة، وزادهن الله رزقاً، فتحولت “الشبكة” البسيطة لمجوهرات عديدة.
اختتم “عبد العليم” كلامه قائلا “أن الإسلام رغب في النكاح ونهى عن السفاح، وجعل الزواج من الأمور المستحبة التى تصل لحد الوجوب، مشيراً إلى أهمية إرشاد الناس للخير، وعدم التباهي بالمهور لأن ذلك من العادات والتقاليد غير المستحبة، ومن الأمور التى لا تصوغ شرعاً، والمغالاة في المهور تعد عائقاً للزواج مما يؤدي لتفشي المنكرات بين الشباب، لافتاً إلى أن المبدأ الشرعي يؤكد على أن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع، وتيسير الزواج وعدم المغالاة في المهور من باب سد الذرائع في ديننا الحنيف.” مؤكداً على أهمية إعمال العقل والاحتكام إلى الشرع الحنيف في كل معاملاتنا، مشددًا على تقديم كافة التيسيرات لتحقيق مستهدفات المبادرة.