أظن هذا حقنا
بقلم عبير مدين
هناك فرق بين كراهية الوطن والغيرة عليه.. فقط مثلي مثل الكثيرين نريد وطنا لا يكسره دين ولا يتطاول عليه أحد لمنه يمنها عليه، وطنا معززا مكرما فيه المواطن محتفظا بهويته العريقة التي تميزه عن الشعوب الأخرى.
اسعد بشراء كل ما هو مصري حتى لو كان أقل جودة من غيره، وعندي يقين أننا كنا سوف نتجنب الكثير من الأزمات الاقتصادية أو على الأقل كانت سوف تكون أقل حدة لو اتجهنا للإنتاج من خلال تطوير المشروعات الاستثمارية الموجودة بدلاً من بيعها وانتظار من ينشأ بديل لها.
يغضبني أن يمر سوء الإدارة بدون حساب بدون عقاب، يغضبني أن يختلط طموح البعض بجموحه خاصه اذا ارتبطت قراراته بمصائر آخرين، تغضبني الأنانية والنفعية والنرجسية خاصة إذا كنت أحد متخذي القرار.
اهتمامات المواطن لم تعد متابعة نجوم الفن الذين اصطنعتهم وسائل الاعلام ولا مشاكل نجوم الرياضة الذين يحصلون على أجور بالمليون جنيه، المواطن أصبح وامسى ساخرا من حديث بعض الإعلاميين بأسلوبهم التمثيلي وحركاتهم المصطنعة في مقابل أجور بالملايين.
المواطن المصري مثله مثل غيره من المواطنين في دول العالم المختلفة أصبح يعنيه نوعية أخرى من المشاكل والقضايا، أصبح يتابع لعبة شد الحبل بين عملات العالم وسط تأوهات وأنين الدول المهزومة اقتصاديا، وسط بحث الحكومات عن تبريرات للازمات المالية التي تتعرض لها وهي تنتظر معجزة من السماء لإنقاذهم.
لقد كان ارتباط اقتصاديات الدول بالدولار زواجا محرما وغير شرعي كانت له نتائج كارثية فاصبح للدولار سطوة كبيرة حتى تحول لبلطجي يدعي بطولات كاذبة حتى يخضع الاقتصاد العالمي لسلطانه فغاصت دول في ديون صندوق النقد الدولي بدرجة تكاد تفتك باقتصادهم بل ان بعض هذه الدول يواجه شبح الافلاس وظهرت تشوهات اقتصادية نرجو أن تكون قابلة للعلاج رحمة بملايين البسطاء حول العالم.
المصانع الأميركية مسحوب أكثر من نصف انتاجها من البلاد العربية!
ولم تكتفي بلاد العم سام بالعبث بمستقبل الدول الاقتصادي بل تسللت يدها تحاول تشويه التاريخ المصري من خلال حركة الأفروسنتريك وهي حركة أمريكية إفريقية تحاول التشكيك في أصل الحضارة المصرية القديمة وتدعي أن الأفارقة هم حكام مصر القديمة هذه الحركة اثارت حفيظة عدد كبير من المصريين وأعادت لأذهانهم الهوية المصرية والتي يشعرون انها أصبحت تواجه تهديدا داخليا بوجود ملايين اللاجئين وخارجيا بإنتاج منصة نتفيلكس الفيلم الوثائقي كليوباترا والتي ظهرت البطلة من خلاله سـوداء البشرة في محاولة لتشويه التاريخ المصري وإنتاج مسلسل مأخوذا من رواية سجلات كين للكاتب الأمريكي ريك ريوردان والتي ظهر فيها بطل الرواية اسـود البشرة أيضا!
المواطن المصري يتابع متعجبا كيف منحت الدولة الملايين بلا حساب للفنانة غادة والي نظير رسومات مسروقة وديكورات لإحدى محطات المترو.
لم تتكلف بضع الاف من الجنيهات في حين تحاسب لاعب اجاد ورفع اسم مصر عاليا بمجهوده وحصل على مركز عالمي فقامت بخصم معظم المكافئة التي رصدتها للبطولة ضرائب! وصبت عليه لعناتها لأنه هرب مثل غيره من الشباب والكفاءات الذين هربوا من الفساد والمحسوبية والبيروقراطية وهاجروا للخارج سواء هجرة رسمية ام غير شرعية ولم تلتفت الدولة لهم كل ما في الموضوع ان اللاعب احمد بغدودة بطل المصارعة كانت الأضواء مسلطة علية ولم يسعف الوقت الحكومة لفرض عليه مزيد من الاتاوات ثم قام اتحاد المصارعة المصري بمخاطبة اتحاد المصارعة العالمي بمنع اللاعب من اللعب في بطولات دوليه وكأن هذا هو الحل بدلا من محاسبة انفسهم على احباط الشاب واجباره على الهروب وكأن من الصعب على الدولة التي هرب اليها ان تمنحه جنسيتها بل وتغير اسمه ليلعب باسمها!
هذا بخلاف قضية مصير مصر المائي والصراعات الدولية التي تهدد حدود الدولة المصرية.
هذه عينة من بعض القضايا والمشكلات التي أصبحت تشغل معظم شرائح المجتمع المصري بعيدا كل البعد عن نوعية الموضوعات التي يحاول الاعلام ان يشغله بها واظن هذا حقنا.