نكبة لا شاطىء لها
بقلم: عمر الشريف
لم أجد ما أكتبه حالياً عن القضية الفلسطينية أفضل وأنسب من نكبة فلسطين التي تمر اليوم ذكراها ال 75 حيث بدأت عام 1948 واستمرت وتستمر نكبة فلسطين في صدورنا كل عام، لدرجة أن تعداد سنواتها الماضية وإضافة سنة جديدة من الشلل التام في حل عقدتها، أصبح هو كل ما تعنيه النكبة في أذهان الكثيرين، علماً أن ذكرى النكبة يمكن اعتبارها تجسيداً مستمراً للمأساة الفلسطينية التي حدثت وما تزال تحدث.
هذه النكبة التي أجد أن تسميتها بنكبة فلسطين هو خطأ كبير، لأن ما حدث وما يحدث في فلسطين من تهجير شعب آمن معزز واقتلاعه من جذوره واستبداله بمرتزقة ورجال عصابات.. هو نكبة للإنسانية قبل أن يكون نكبة فلسطينية.
إن إغتصاب فلسطين كان بداية لنكبة عربية منعت من ظهور العرب كقوة صاحبة سيادة وقرار على الأرض العربية، لها استقلاليتها التامة عن أي تبعية لقوى أخرى، وتملك مشروعها الاستراتيجي كغيرها من الأمم والدول المجاورة.
فأغتصاب فلسطين كان الحلقة الأولى التي تلاها حلقات أخرى لإسقاط أي مشروع عربي أو إسلامي جاد يمكن أن ينافس المشاريع العدائية للقوى الأخرى، والتي وقع في أفخاخها أشقائنا الفلسطينيين وما زالوا يتخبطون في شباكها، ولذلك أصبحوا ينتظرون حل مشاكلهم من الخارج، ويمسكون بطرف حبل النجاة، وصارت مواقفهم وقراراتهم مجرد انعكاسات وردود أفعال لما يقرره الآخرون عنهم ويرسموه لهم، مما جعل دورهم وسقف تطورهم محدود، وجعل نكبة فلسطين على صدر التاريخ العربي.
وهكذا تزداد سنوات الضياع لفلسطين عاما بعد عام، كما يزداد ما يضيع من ثرواتها ومواردها البشرية وغيرها من المقومات التي يمكن أن تجعل لهذه الدولة وزناً وقيمة سياسية أو اقتصادية مؤثرة في ميادين السياسات والاقتصاديات العالمية.
وهكذا تستمر أمواج النكبات موجة بعد أخرى، ولا تجد شاطئ ترسوا وتنتهي عنده فتستريح ونستريح، فنتمنى من الفلسطينيين تجاوز أية خلافات خاصة في الوقت الراهن، للتصدي للمشروعات المشبوهة لفرض الاحتلال وتجاوز الحق المشروع للشعب الفلسطيني، والذي نتمنى جميعنا اليوم قبل الغد أن تعود الحقوق لأصحابها وتطهير أرض فلسطين من الإحتلال.