الحب والمصلحة
كتب : حامد راضي
لا يخلو قلب أي إنسان من الحب رغم اختلاف أنواعه ودرجاته فالحب له أشكال متعددة وصور كثيرة الإعجاب أو التعود أو الإرتياح أو التملك فكل هذه أنواع من الحب وغالباً لا تدوم لأن الحب يشمل تجمع كل هذه الصفات في شخص واحد ولكل منها ظواهر واضحة فقبل أن نتكلم عن الحب يجب أن نتعرف أولاً علي أشكال وأنواع الحب منها الحب الصادق وحب المصلحة وحب التملك
أولاً الحب الصادق وهو مما لا شك فيه النابع من القلب والذي لا يعتمد علي اي مقابل والغير مشروط ويعتمد علي الصدق والصراحة فيتنوع أنواع الحب فمثلا حب الله والرسول وحب الوالدين والأخوة الأمر الطبيعي الذي يعطي المحب كل ما يملك لكسب رضا الطرف الآخر
ومقالنا اليوم عن الحب التقليدي والذي يفتقده الكثير من مجتمعنا والذي يترتب عليه تماسك أو تنافر إذا استغله أحد الأطراف أسواء استغلال
فالحب الصادق كما أوضحنا من قبل هو الذي لا يعتمد علي مصلحة ويكون نابعاً من القلب ويعتمد علي الصراحة والصدق والوضوح بين الطرفين فالمحب لا يكون إنانياً ويريد أن يري حبيبه في أعلي المراتب بدون أن ينتظر منه مقابل
فإن تكلمنا عن حب الزوجين يجب أن يكون الحب من الطرفين وكل منهما يبذل قصاري جهده لإرضاء الطرف الآخر مع مراعاة مشاعر الطرف الآخر ولا يبني علي كذب أو غش أو خداع وتكون هناك صراحة متناهية بين الطرفين ويتم مشاركة كل منهما الآخر في مشكلاته وخصوصياته ولا يسمح اي منهما أن تطغئ مصالحة الشخصية علي مصلحة الطرف الآخر ليصبح الزوج سند للزوجة وتصبح الزوجة وسام فخر يفتخر بها زوجها وايضا يراعي كل طرف أسرار الطرف الآخر ولا يجعلها بمثابة سكين علي رقبة أحدهما عند حدوث أي مشكلات أو تنافر ويبدأ تراشق كل طرف الطرف الآخر بعيوبه
أما حب التملك أو حب المصلحة فهو الحب المشروط والذي ينتهي بمجرد انتهاء المصلحة فهناك من بحب فلان من أجل ماله أو نفوذه فمجرد انتهاء العلة ينتهي الحب وتصبح الحياة بينهما شبه مستحيلة لأنه لم يجد ما يحتاجه ويبدأ أحد الطرفين باختلاق وافتعال المشكلات لينهي هذه العلاقة المبنية علي المصلحة فحب التملك من أسواء أنواع الحب وهو الأمر الذي يجعل أحدي الزوجين متملكاً للطرف الآخر ولا يسمح بأي من الأطراف الخارجية التعامل معه ولا يسمح أحدهما للآخر بالظهور العام خشية أن يتعرف عليه شخص آخر أو يعجب به طرف آخر الأمر الذي يجعل كل من الطرفين تحت مراقبة بعض في التصرفات والأفعال وتبدأ الشكوك والوسوسة بين الطرفين في حال تصرف أي شخص منهما بحسن نية مع طرف خارجي أو في حال مجاملة أي منهما لأي طرف خارجي وتبدأ المشاحنات والخلافات محاولة كل طرف من الزوجين بأبعاد بعضهما عن المجتمع الخارجي لتكون الزوجة أو الزوج ملك له أو لها فقط ولو طال أحد الزوجين أن يصنع بروازا أو صندوقا ليضع فيه زوجه لفعل خشية أن يتعامل أي منهما مع المجتمع الخارجي
وهناك نوع من الحب أو الاعجاب والذي لا يكون هناك أي نفع لاحدي الأطراف لأنها تبني علي شهوانية أو الجنس فمجرد الوصول إلي رغبة الإشباع تنتهي هذه الحياة أو ينتهي الحب الكاذب ويبدأ أحد الأطراف في البحث عن طرف آخر يشبع رغبته لمجرد أن رأي فيه صفات لم تتوفر في الشخص الذي اقنعه بأنه يحبه
لقد خلق الإنسان شفافاً وخلق محباً وبطبع الإنسان يستطيع أن ينمي محبته وتكون صادقة في حال أنه صادق مع نفسه وصادق مع الطرف الآخر أو أن يفكر في نفسه وكيف بصل الي مراده ويكون إنانياً ويقنع الطرف الآخر بأنه يحبه حتي يستفيد منه إلي أن تصبح الحياه بينهما مستحيلة لأنها لم تبني علي محبة صادقه وخالصة
ومن المعروف أن من مظاهر الحب التضحية من أجل الطرف الآخر الأمر الذي لا يتوفر كثيراً في حياتنا في الفترات الاخيره لأن كل من الطرفين غالبا يريد أن يهتم بنفسه أكثر دون مراعاة مشاعر وسلوك الطرف الآخر الأمر الذي يجعل الحياة صعبة وميتحيلة بينهما وتنهال المشكلات لعدم التفاهم وعدم توافر صفة الصدق بين أحد الطرفين