أياماً معدودات
بقلم: عمر الشريف
رمضان شهر الله وكل الشهور لله، ولكنه فاق الشهور تشريفاً وتعظيماً، فهو شهر العفو والغفران، وفيه تتنزل الرحمات وتتضاعف فيه الحسنات، شهر جعل الله صيامه فريضة وقيامه نافله، وزيّنه بليلة خير من ألف شهر، من قام بحقه خير القيام غفر الله له ما تقدم من ذنبه، وخرج صبيحة العيد شخصاً جديداً قد لبس ثوب التقوى والإيمان، مجدداً حياته وغسل قلبه وشحن طاقاته إلى رمضان القادم بإذن الله .
وهنا نقف سوياً لنقوم بمراجعة سريعة لبدايتنا مع رمضان، ولنقيِّم ما أنجزناه حتى الآن من أعمال الخير التي تتأكد ويتضاعف ثوابها في هذا الشهر الكريم، لأن من أحكم الأمر في بدايته حاز النجاح والفلاح في نهايته.
حيث يقع الكثيرون منا في خطأ التسويف والمماطلة في القيام بحق هذا الشهر الكريم تحت ذريعة أن الفرصة ما تزال سانحة، وأن الشهر في بدايته ولا بد أن يعطي لنفسه راحة ما قبل الانطلاق.
غير أن شهر رمضان ما هو إلا أياماً معدودات، سرعان ما تنقضي أيامه وتنتهي لياليه، وحري بنا أن نستغل كل لحظة منه لكي نعمر من خلالها خزائن أعمالنا ونسطر بها صحائف حسناتنا.
إضافة إلى ذلك أن التنافس في الخير والطاعات أمر مرغوب ولا يزهد فيها إلا كل غافل، وهنا ميدان المنافسة وساحة السبق إلى رضا الله تعالى والفوز بجنة عرضها كعرض السماوات والأرض أعدت للمتقين، وجنة كهذه ينبغي الإسراع إليها والصبر والمصابرة على كل معوقات قد يحول دون نوالها، فالأمر لا يحتمل التسويف والمماطلة، لأني أخشى حقاً أن يفوتنا رمضان .