الماضي.. آلام وآمال
أحمد إمام
يحمل الماضي للكثير منا العديد من الذكريات، منها ما هو ذو مذاق حلو، ومنها ما هو ذو مذاق مر، وبين هذا وذاك يمر قطار العمر دون انتظار، ولذلك سنطوف اليوم بقارب الذكريات بين هذه الأوقات التي تتجمع في أذهاننا وعقولنا وقتما نغمض أعيننا ونجول بخاطرنا في بحار الآلام والأمال.
عندما كنا صغارًا كنا نتمنى أن نكبر، وعندما كبرنا تمنينا أن نعود صغارًا، وهذه هي الحياة، بحلوها ومرها، فإذا مررنا بيوم حلو المذاق ومليء بأريج الورود والذكريات الجميلة التي تحمل نفحات وعبق الفرحة، تمنينا أن تستمر هذه الحياة وهذه الأيام بحلوها، وإذا مررنا بيوم مر المذاق ومليء بضيق الصدر والظلام الحالك الدامس القاتل لكل نظرة فرح تمنينا أن تمر الأيام سريعًا أو أن نركب قارب الذكريات ويعيدنا إلى روائح الزمن الجميل والمواقف السعيدة التي ذقناها من قبل.
هكذا هي الحياة فلولا وجود ضد المعنى ما كان للمعنى معنى، وهذه هي سنة الله في كونه، التنوع والاختلاف، فإذا لم نذق المر ما عرفنا حلاوة الحلو، وإذا لم نذق الحلو ما شعرنا بمرارة المر، ولولا وجود الموت ما شعرنا بقيمة الحياة.
يجوب الإنسان بحر الماضي ممتطيًا رياح الذكريات، فتبزغ أمام عينيه أهداف الماضي، وأمنياته وذكرياته، مشاهدًا لما تحقق منها وما لم يتحقق وكان يتمنى تحقيقه، فيمسك بزعانفه متجهًا نحو ما لم يتحقق من الماضي متمنيًا تحقيقه الآن، أو في حاضره، فدائمًا ما تراود الذكريات وأهداف الماضي الإنسان وكأنها أسدًا يراوغه ويتمنى اصطياده.
قد تكون ذكريات الماضي هي المحرك والدافع لكل إنسان في حياته، فيتحرك مستندًا عليها ليحققها، ويظفر بما لم يظفر به من قبل، أو أنه يحاول تصحيح مسار ما أخطأ به في الماضي ليعيش الحاضر الأفضل، ويحقق الهدف الأسمى والمراد الأعظم.