للتسامح قوة، لا يدركها الا العظماء
بقلم: رحاب قاسم
التسامح سبب للسعادة وراحة البال ويطيل العمر ويعيد إليك الثقة بالنفس واحترام الآخر لك!!
قد تتعجب فى البداية كيف يكون التسامح قوة وكيف يعيد إليك الثقة بالنفس اذا اردت ان تعرف عليك بقراءة المقال الى نهايته حتى تستطيع أن تعرف كيف للتسامح قوة فى كل ذلك
وطبقا لمقياس هوكينز للوعى، يعتبر التسامح من أعلى المراتب ولا يصل إليه الشخص الا عندما زاد وعيه.
وذلك لأن الانسان يتكون من روح ونفس وجسد، والوعي هو أكبر من مجموع أجزائه والوعى هو الانسان الحقيقى والوعي يحدد اتجاهك العام والوعي، وعندما يزيد الوعي تقل المعاناة النفسية، وتزداد الايجابية والسعادة والرضا.
الوعى هو الذى يوجه الروح والنفس والجسد، ومجاهدة الذات فى الدين تسمى “بالنفس اللوامة” وتسمى فى علم النفس “ارتقاء الوعي”.
الوعي الشامل هو الوعى الذى يركز صاحبه على تنمية الجوانب الثلاثة “الروح _ النفس _الجسد”.
هدف مقياس هوكينز للوعى هو الاتصال القوى بالله إلى أن تصل من النفس اللوامة إلى النفس المطمئنة.
ومن هنا نتساءل، كيف للتسامح قوة!؟
التسامح هو أن تنسى الماضى الأليم بكامل إرادتك وأنه القرار بألا تعانى وان تعالج قلبك وروحك وأن لا تجد مكان في نفسك للغضب وان تتخلى عن إيذاء الآخرين والتسامح هو الطريق الى الشعور بالسلام الداخلى والسعادة لارواحنا والشعور بهذا السلام متاح لنا دائما.
كذلك يمنحك التسامح السعادة وراحة البال ويمنحك أيضا الاحساس بالقيمة، وذلك لأن العقل الغير متسامح “الأنا” لديه مخزون كبير من الالم والمعاناة واليأس والخوف وذلك لأنه العقل الذى يرى الأخطاء كخطايا لا يمكن نسيانها ولذلك يسبب الشخص الغير متسامح آثاراً سامة لأفكاره وهى ما تسمى
“الأمراض السيكوسوماتية”، وهى الأمراض النفس جسمية أمراض نفسية أساسها جسدى وهى تتكون عن طريق التحويل من النفس للجسد فى امراض عضوية مثل الضغط والصداع واالام المعدة والقرحة.
التسامح علاج قوى ومؤثر ولدية القدرة على جعل هذا الأعراض والأمراض تختفى، بمعنى أنه يمكن لاجهزتنا المناعية أن تكون اقوى عندما نسامح.
ماهى الأسباب التى نعتقد انها تحثنا على عدم التسامح:
١- اذا سامحت الشخص فأنت ضعيف
٢_اذا سامحت الشخص فإنك بذلك وافقته على فعله الذى اذاك
٣_عندما لا تسامح فأنت تتحكم فى الشخص الآخر والتحكم من وجهة نظرك افضل طريقة تجعلك فى أمان
٤_ أن ترى أن أفضل طريقة الاتسامحه ابدا هى أن تحافظ على مسافة بينك وبينه الشخص الذى أذاك
٥_ترى أن الشخص الذى أذاك يستحق غضبك
٦_تواجه الأمر أنه دائما خطأ الآخر فلماذا تسامح
ومن هنا لا تقع فريسة لافكارك السلبية التى تدمر من نفسيتك وأنك لا تستطيع الصفح عن الآخرين وانك ترى أن الشىء الذى ارتكبه الشخص فى حقك واذاك أنه شىء لا يغتفر
* وذلك لأن للتسامح له معجزات كثيرة هو السبيل للسعادة وراحة البال ويقلل من معاناتك النفسية
ولكن دائما تذكر أن الصفح عن انفسنا هو فى المقام الأول بمعنى تعلم كيف تصالح نفسك اولا وان تتقبل عيوبك وتكتشفها ثم تعمل على إصلاحها بمحاسبة النفس واستخدام تأنيب الضمير وليس جلد الذات كما ذكرت فى القرآن الكريم “بالنفس اللوامة”.
واعلم أن التسامح هو اختيار وليس مفروض عليك ولكن عليك أن تبذل قصارى جهدك فى النظر إلى نتائج اختيار التسامح ومن عدم اختياره.
إليك بعض النصائح لتكون شخص أكثر تسامحاً مع نفسك والاخرين:
1_ لا تنظر لنفسك على أنك مجرد جيد بل انظر الى نفسك باعتبارها روح تسكن الجسد لفترة محددة وعليك أن ترتقى بها لذلك ذكرت مقياس هوكينز للوعى فى بداية المقال، لان الانسان يساوى روح ونفس وجسد.
2_ كن على دراية لإمكانية تغيير معتقداتك عن التسامح.
3_ يجب أن تؤمن بأنه من الأفضل لك أن تجعل قراراتك قائمة على التسامح والحب أكثر من الخوف والغضب والقلق.
4_ ينبغى أن تؤمن بأنه لا قيمة فى معاقبة نفسك وأنك تستحق السعادة وراحة البال لذلك اجعل راحة البال والسعادة هى هدفك دائما.
5_ يجب أن تعرف ايضا أن التمسك بالافكار السلبية هى طريقك للمعاناة النفسية ثم الأمراض النفسية والامراض السيكوسوماتية، احذر دائماً من هذا الأفكار السلبية.
6_ ويجب أن تعرف أن تمسكك بالغضب لن يمنحك ماتصبو اليه.
7_ تخلى عن الإحساس بكونك ضحية وأنبذ قيمة الاشفاق على نفسك.
8_ تجنب كثرة انتقادك للآخرين وتصيد اخطاءهم وبدلا من رؤيتك كأنهم يهاجمونك انظر اليهم كأنهم يلتمسون منك الحب والعون.
9_ كن دائما راغبا فى رؤية الطفل البريء الذى بداخلك، وايضا رؤية رؤية طفل برىء فى كل شخص تقابله بغض النظر عن عن الاشياء المزعجة التى تسبب لك الأذى.
10_ توقف عن إصدار الأحكام على نفسك اولا وعلى الآخرين ليس من حقك أن تحكم على نفسك وعلى الآخرين لاسلبا ولا إيجابا وهذة من اخطار الأسباب التى تشوه التفكير وتسبب المعاناة النفسية احذر منها كثيرا.
لابد أن تعلم إن الهدف الأساسى من التسامح هو ليس تغيير الشخص الآخر ولكن تغيير الأفكار السلبية والمتناقضة بداخل عقلك، واعلم أيضا اثناء صفحك عن الآخر انك تسامح نفسك اولا، ومسؤولية التسامح تقع على من لديهم أفق واسع لان النفوس الكبيرة وحدها تعرف كيف تسامح.
أخيرا فنحن مسؤولون عن سعادتنا، والتسامح هو أن ترى نور الله فى كل من حولك مهما كان سلوكهم معك، فالتسامح يطهر القلب والروح ومن ثم الجسد من الأمراض.