أنا إنسان يؤمن بالمشترك الإنساني.. حوار مع الكاتب الشاب عمر الشريف
كتب عماد برجل
هناك كُتَّاب حفروا تميزهم بأدوات إبداعية، تترابط بينهم وبين القارئ روابط حب خفية، ويتمثل ذلك في البحث عن كتاباتهم الإبداعية، “عمر الشريف” واحد من هؤلاء الكُتَّاب الذين تُتابع كتاباتهم الإبداعية بكل حب.
كتاباته تشد القارئ من السطور الأولى وتجعله مُتابعاً لأحداثها بكل شغف ومتعة، لأنها تتيح لنا ما يدور في نفسه من أفكار ومشاعر وأحاسيس تجسد واقعاً وخيالاً وحقيقة ومعاناة وفرح وحزن وسعادة، حيث إن “عمر” يأسرنا بطريقة السرد ورسم المشاهد الجميلة والبسيطة والحوارات، وسط أجواء يسودها الحب، سواءً في مقالاته أو قصصه القصيرة للكبار وللصغار، فهو من الكُتَّاب المبدعين الواعدين، بما يقدمه من كتابة متميزة تحتفي بالمكان والانسان.
عمر الشريف هو كاتب مصري شاب يبلغ الثامنة عشر من عمره، في عامه الجامعي الاول حيث يدرس تجارة انجلش جامعة القاهرة، كَتَب المقالات الدينية والثقافية والاجتماعية ونُشرت في عدة صحف ومواقع مصرية، ثم بدأ بكتابة القصص القصيرة، وشارك بواحدة منهم بمسابقة للقصة القصيرة بمؤسسة عابر الثقافية، وكان أحد الفائزين الذين تم نشر قصصهم في كتاب يجمع قصص الفائزين بالمسابقة بعنوان “عابرون”.
– كيف استقبلت خبر فوز قصتك ضمن الفائزين بمسابقة القصة القصيرة على مستوى الوطن العربي، وما شعورك حين تم طبعها مع القصص الفائزة ؟
استقبلت الخبر بسعادة شديدة، لأني اعتبرته تكريماً لي ولكل الشباب المبتدئين.
– ماذا يمثل لك عنوان ما تقرأه وكيف تختار عنوان كتاباتك ؟
لعنوان يعتبر بالنسبة لي مدخلاً من مداخل الكتابة أو القصة أو الرواية أو أي كتاب، مثله مثل الغلاف ودلالاته مهمة، ويعتبر مفتاحاً من مفاتيح النص، واختيار عنوان لما نكتبه مهم، فالعنوان يشد القارىء.
– هل يمكن أن تعيش الكتابة بعيداً عن السياسة والأيديولوجيا ؟
لا تعيش الكتابة بمعزل عن الواقع ولا التاريخ، وبالتالي فالسياسة جزء لا يتجزأ من عالم الكتابة والأدب، أما الأيديولوجية فهي قضية أخرى بوسع الكاتب أن يتحرر منها لو أراد.
– بعد تجربتك هل ترى أن الكتابة بناء جدلي بين اللغة والفكرة وهل مهمة الكاتب طرح الواقع؟
الكتابة بشكل عام بناء تتداخل فيه اللغة مع الأفكار بلا شك، ولكن الأهم هو أسلوب السرد وبناء الشخصيات في القصص والروايات، وكتابة القصص والروايات على عكس كتابة المقالات، صعب أن يتم كتابتها فقط على نسج الأفكار أو جمال اللغة، بل تعتمد على أسلوب السرد والشخصيات، أما في المقالات الوضع يختلف، وبالنسبة أن تكون للكتابة مهمة محددة، ممكن في المقالات، لكن في القصص والروايات من وجهة نظري لا، لأن الرواية والقصة عمل إبداعي يتجاوز المحددات والأهداف.
– حين بدأت في الكتابة هل توقعت الاستمرارية وهذا النجاح واصدار كتاب؟
في البداية لم أتوقعه لكن مع الوقت بدأت تتبلور لدي أفكار لقصص وروايات ستكون كتب مستقبلاً بإذن الله، وهذا بفضل تشجيع بعض المقربين والأصدقاء وأشعر بالامتنان لكل من ساعدني على ذلك، أو كتب عني نقداً، أو قرأ لي وأثنى على كتاباتي.
– كتبت بعض القصص فيها مغامرات فهل الكتابة بالنسبة لك مغامرة؟
بعض كتاباتي فيها مغامرة وخيال وعنفوان وطاقة، أفرغ هذه الطاقة فيها وأستمد من كل مغامرة طاقة أخرى، أتمنى وأنا أكتبها أن تستمر تلك الطاقة ما يكفي لخروج عمل أدبي على أكمل وجه.
– ما الذي يحقق الخلود للشخصية في الرواية او القصة؟
أن تكون الشخصية صادقة ومقنعة وأن تعيش وكأنها جزء من الواقع.
– هل تحب أن يكون لك قُرّاء وجمهور كبير يتابع كتاباتك ويتفاعل معك وتتفاعل معه؟
بلا شك على الكاتب التفاعل مع الجمهور كلما أتيحت له الفرصة، لكن مغازلة هذا الجمهور في رأيي أمر مبتذل ويضر بالعملية الإبداعية، فليست مهمة الكاتب الوصول إلى الجمهور، مهمته هي الكتابة، وكتاباته هي من تجعل له قُرّاء ومتابعين وجمهور.
– لمن يقرأ عمر الشريف وإلى أين يأخذك شغف القراءة؟
حديقة الأدب فيها الثمين وفيها الرخيص، فأقرأ ما أراه يستحق عناء القراءة، وما يضيف إلى رصيدي المعرفي والوجداني.
– تكوينك الثقافي والإبداعي كيف ينعكس على كتاباتك؟
أنا إنسان أؤمن بالمشترك الإنساني وهذا ما تعلمته من تكويني الثقافي العربي الإسلامي، وينعكس بالطبع على كل ما أكتب سواءً مقال أو قصة.
– مبروك اصدار أول كتبك “على قيد الايمان” بمعرض الكتاب، هل يمكن أن تعطينا إضاءة حول كتابك ؟
* على قيد الإيمان هو عبارة عن كتاب تمت كتابته على مدار عام، ويحوي 33 مقال يبدأ بعلى قيد الإيمان وهو الذي عُنون به الكتاب، ونشروا جميعهم بصحف ومواقع مصرية، يتناول كتابات عن الدين الإسلامي القويم والسنة النبوية الشريفة، وضحت فيه كيف أن اللّه عز وجل أخرجنا بالدين القويم من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أخرجنا بسنته المطهرة من وحول الشهوات إلى جنات القربات، وأشرت أن الله خلقنا في أحسن تقويم، وكرمنا أعظم تكريم، وسخر لنا الكون تسخير تعريف وتكريم، ووهبنا نعمة العقل لنتعرف به علي الخالق العظيم، الذي جعل لنا فطرة سليمة تدلنا على خطئنا الجسيم، وأودع فينا الشهوات لنرقى بها صابرين شاكرين إليه رب الأرض والسماوات، وجعل لنا الشرع الحنيف ميزاناً دقيقاً، يحل لنا الطيبات ويحرم علينا الخبائث ويمنحنا حرية الإرادة، وذكرت كيف أن الإنسان لا يسلم ولا يسعد إلا إذا تطابقت حركته اليومية في حياته الدنيا مع الهدف الحقيقي الذي خُلق من أجله، فإن لم يبحث الإنسان عن الهدف الحقيقي الذي خُلق من أجله أو توهم هدفاً آخر لم يُخلق له، كان القلق والاضطراب والضلال والشقاء، وخسارة كبيرة أبدية، وتطرقت في الكتاب إلى مناسبات دينية تحدثت عنها، وعن الاخلاق، وعن ترابط الاسرة وبناء عائلة متماسكة.. ففيه الكثير من الإيجابيات التي تجعل الأفراد يعيشون بشكل صحيح اسرياً، فالكتاب يتناول تفاصيل مهمة تعود بنتائج إيجابيه على شرائح المجتمع المختلفه التي تم ذكرها في الكتاب، وهناك تحليلاً لكل موضوع، وبإذن الله سيكون بداية لكتب أخرى في عالم الادب والاجتماع والثقافة.
– بماذا يحلم عمر الشريف وماذا عن تصوره للمستقبل ؟
أحلم بعالم أفضل أقل عنفاً وفقراً وقهراً، أحلم بالانتهاء من كتب اخرى جاهزة للنشر، وبإكمال مجموعات قصصية كتبت الكثير منها، أحلم بأولى رواياتي هي قيد الكتابة لكنها تعاندني، أحلم بالسفر وزيارة معارض الكتب في كل العالم، أحلم بالتخرج والعمل المناسب في المستقبل.