كتب : عبده الشربيني حمام
تداول نشطاء فايسبوكيّون خبر قرصنة مواقع إعلاميّة تابعة لحركة فتح، وعلّق البعض على هذه الهجمة متّهما حماس بالوقوف ورائها. قبل حوالي شهر من الآن، تعرّضت حماس هي الأخرى لهجمة سيبرانيّة أدت لإغلاق وقتيّ لبعض مواقعها الإعلاميّة البارزة. وقد حاول البعض الربط بين الحادثتيْن ليعتبر هذه الهجمات “حربا سيبرانيّة”.
وحسب مصادر مطّلعة مقربة من حماس، يعتقد قياديّون في الحركة أنّ فتح تقف وراء عمليّة قرصنة مواقعها الإعلامية البارزة، كموقع الرسالة وفلسطين الآن ووكالة شهاب الإخباريّة. وكردّ على ذلك، أعدّ قراصنة حماس هجمة مضادّة استهدفت مؤخرا مواقع إعلاميّة تابعة لفتح.
وحسب ما أفاد به مسؤولون في السلطة الفلسطينية، هناك ارتباط بين حركة حماس والقراصنة الذين هاجموا مواقع فتح الإعلاميّة، وأنّه تتوفّر لدى الأجهزة الأمنيّة أدلّة قويّة تثبت وقوف حماس وراء هذه العمليّة. مسؤول كبير في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هو الآخر وجّه اتّهامه إلى الجماعات السيبرانية العاملة بالتعاون مع حماس والتي تتخذ من غزّة مقرًّا لها، كما أضاف أنّ هذه الجماعات معروفة لدى الأجهزة الأمنية وجهاز المخابرات العامّة الفلسطينية.
تأسّف الكثير لهذه الاتهامات المتبادلة ولهذه “الحرب السيبرانيّة” المحتملة، إذ كان جزء كبير من الشعب الفلسطيني يعتقد أنّ هناك آفاقًا واضحة لمصالحة وطنيّة شاملة تقطع مع الماضي المرير وتؤسّس علاقات من الثقة المتبادلة. ورغم أنّ مسار المصالحة لم ينته رسميّا، فإنّ الكثير من الأحداث تشير لأفق مسدود ينتظر حماس وفتح، ما لم يتحرّك بعض الحكماء من الحركتيْن ويهدّئوا الأجواء.
تواجه فلسطين تحدّيات سياسيّة واقتصاديّة ضخمة، وآخر ما يحتاجه الشعب الفلسطيني الآن هو معارك هامشيّة تستنزف الجهد الوطنيّ ولا تساهم في حلّ مشاكل الفلسطينيّين.