محمود سعيد برغش
يتسبب قرار الانفصال بين الزوجين العديد من الآثار السلبيّة والأضرار التي تؤثّر عليهما وأيضا الأطفال، ومنها
الأضرار النفسيّة للزوجين
يُعد قرار الانفصال قراراً عاطفيّاً ممكن يتخذ في حالة لاوعي بين الطرفين أكثر من كونه قانونيّاً، حيث إنّه انتهاءٌ لمسيرة الزواج التي جمعت الزوجين بحبٍ وصدق ومشاعر وحنين بينهم واحلام بنوها سويا ، وبالتالي تترتب عليها آثار نفسيّة كبيرة عليهما، ومنها
شعور أحدهما أو كلاهما بالألم والخسارة عندما تنتهي علاقت الزواج التي كانت تربطهما ببعض بغض النظر عن الأسباب، وبعيداً عن اللوم و التضرر من تصرفاته أو أخطائه. الشعور بالذنب والخجل من الآخرين بعد الحصول على الطلاق، وقد تتفاقم تلك المشاعر لإحساسٍ بالخزيّ والعار والغضب والاستياء من نظرة المجتمع لتجربته التي انتهت بالفشل.
تمّلك الزوجين سلسة من المشاعر والعلاقة العاطفيّة المُعقدة، أبرزها: الحزن، والقلق، والإجهاد، والاكتئاب والفوضى الداخليّة بعد تجربة الطلاق، ونظره الناس اليهما والتدخل في شئونهما ليس للصلح بل لمعرفة تفاصيل الانفصال بالتالي يكون بحاجة للدعم والمساعدة للوصول لاستقرار النفسيّ والاتزان العاطفيّ من جديد.
ومن الممكن ان يكون الزواج فيه تسرع وليس مبني عليةحب وتفاهم ولايوجد لغة حوار بينهم ويتسبب ذلك كثرة الخلافات حتي اذا رزقوا بأطفال يستمر النزاع لانهم لا يعطون لانفسهم لحظه حب بينهم بكل كل منهما هارب من علاقه عاطفيه قبل زواجهما وتزوجوا فقط حتي يثبتون للاخرين بانهم قادرون علي العيش والتكيف في جميع الحالات ولكن كثيرا ما ينتهي بالفشل
.[] الأضرار الاجتماعيّة تؤثّر تجربة الطلاق على نفسيّة الأزواج الأمر الذي يخلق لديهم مشاكل في التواصل مع الآخرين والتفاعل معهم كالمُعتاد، خاصةً بعد الانفصال مُباشرةً؛ لأنّ الطليق قد يرغب بالجلوس وحيداً ويتجنّب الجميع، أو أن يحصل العكس بحيث يرغب بالخروج من حالته النفسيّة والتخلّص من مشاعر الكآبة والحزن لديه، فيميل للانخراط مع الآخرين وتجربة علاقات جديدة بشكلٍ متهور، وبالتالي الانفصال والخسارة من جديد، بسبب عدم التركيز والوعي الجيّد والتأني والاعتبار من الأخطاء السابقة قبل الدخول بعلاقة جديدة،
[] ومن ناحيّة اجتماعيّة أخرى
فقد يتأثّر احدهما بنظرة الآخرين له، ويشمل ذلك الأصدقاء والمُقرّبين او اقاربهم ، الذين قد يميلون لتجنّبه، أو إشعاره بالانزعاج، من خلال المظاهر الآتية:
[] تحيّز الأصدقاء للطرف الأضعف في الطلاق، أو عدم رغبتهم بسماع كلام مؤذي عن الزوج الآخر، خاصةُ إذا كانو أصدقاء لكلا الزوجين، مما يُصعب عليهم الاستمرار بالعلاقات مع الزوجين بشكلٍ فرديّ. عدم شعور الأصدقاء بالراحة المُطلقة اتجاه الزوج بعد حصوله على الطلاق، وتغيّر نظرتهم له أو جعله موضعاً للشك، وبالتالي عدم القدرة على التعامل معه بشكلٍ مُريح كالسابق، والرغبة بالابتعاد عنه. وجود ضغوطات أسريّة من قبل عائلة الطليق، أو عائلة الزوج نفسه والتي تشعر بالغضب والاستياء، وتدفعه لقطع العلاقات مع الطليق وجميع أصدقائه وأفراد عائلته، وتجنّب الاتصال معهم مجدداً. أضرار الطلاق السلبيّة على الأطفال قد يكون الأطفال هم الحلقة الأضعف في موضوع العلاقات الأسريّة، والطرف الأكثر تأثراً بمشاكل الطلاق لاحقاً، ومن أبرز الأضرار السلبيّة عليهم ما يأتي
:[] شعور الأطفال بالحزن والقلق والاكتئاب وعدم تصديق حقيقة الأمر، حيث تكون السنة الأولى هي الأصعب والأكثر ألماً للأطفال بعد الطلاق مُباشرةً. ظن الأطفال بأنهم سبب الطلاق مما يؤثر على نفسيّتهم، خاصةً إذا كانو أطفالاً صغاراً، حيث يعتقد بعضهم أن هنالك خطأ شخصيّ منهم فرّق بين والديهم، وأبعدهم عنهم فيشعرون بالذنب والحزن. الغضب والكره الشديد للأسرة، وهو شعور قد يُصاب به الأطفال المُراهقون، والناجم عن التفكك الأسري بعد الطلاق، والخلافات والاضطرابات بين الزوجين، أو غيرها. تأثر الأطفال بالظروف الأخرى المُرافقة لقرار الطلاق، وتشمل: تغيّر مكان السكن، أو المدرسة، أو صعوبة الظروف الماديّة، والعيش مع أحد الوالدين فقط، أو حاضن آخر، وبالتالي الإجهاد العاطفي، وتغيّر في السلوكات، وضعف العلاقة والارتباط مع أحد أو كلا الوالدين، وغيرها من السلوكات السلبيّة الناجمة عن عدم الارتياح. نصائح للتعامل مع أضرار الطلاق والحدّ منها يُمكن للزوجين الحد من أضرار الطلاق، وتأثيره السلبيّ على الأسرة والأطفال من خلال اتباع بعض النصائح المهمة،