البحث عن عالم آخر
بقلم: عمر الشريف
عندما كنت صغيراً كنت دائماً أؤمن بوجود المخلوقات الفضائية؛ لأنه من غير المنطقي أننا وحيدين في هذا العالم الذي لا نعلم أوله من أخره، مرت السنوات وكبرت وشاهدت فيلماً بعنوان Independence” day” (يوم الاستقلال) أعجبني كثيراً وكنت منبهراً عندما اتحد العالم أجمع على صد ومحاربة الغزو الفضائي القادم إلينا من الخارج، تفاعلت مع الفيلم وكنت سعيداً بالإنتصار على الغزو الفضائي، ثم مرت السنوات وبدأ عقلي يتساءل، إن كان حقاً يوجد حياة ذكية في مكان أخر في هذا الكون وفي يوم من الأيام إن أتى إلينا الغزو الفضائي، هل هذا الغزو عقيدته هو الشر والدمار فقط أم ربما لديه أسباب ودوافع أخرى؟
في النهاية، نستطيع القول أنه مهما تقدم العلم البشري فإنه قد أصبح خطراً كبيراً على الإنسان نفسه وعلى العالم الذي يعيش به، البشر دائماً في حالة صراع مع بعضهم البعض سواء كان على المستوى الشخصي أو الإجتماعي أو المستوى العالمي، نحن من شهور نشاهد الصراع الروسي الأوكراني الذي لا نعلم بعد إلى أي مدى سوف ينتهي، ربما ينتهي قريباً وربما يتطور ويصبح كحرب عالمية ثالثة، ومع وجود ترسانة الأسلحة النووية فقد يفني الإنسان نفسه بنفسه.
على كل حال تطور العلم البشري بدأ من تمرد الإنسان على حاله و سعيه إلى التغيير، هذا التغيير قد تسبب في تلويث البيئة التي يعيش بها، كما تسبب أيضاً في تفشي الأمراض، فالتطور العلمي أتى على حساب الكرة الأرضية في النهاية، ولكن الإنسان لم يكتفي بذلك وحسب، فالآن بدأ يحاول غزو الفضاء للبحث عن عالم آخر لكي يحاول البدء فيه من جديد، بعدما شعر أنه لم يعد هناك جدوى من عالمه الذي أفسده بنفسه، وربما شعر الفضائيين بهذا الخطر الذي يقترب منهم ومن عالمهم، ولهذا ربما سوف يتوجب عليهم في يوم من الأيام محاولة إزالة هذا الخطر بالتخلص من البشر جميعاً؛ لأن الإنسان أصبح كمرض الطاعون في هذا العالم.