السلطان العثماني سليمان القانوني .
تحقيق الأستاذ/ محمد سعيدان من قصر هلال
متابعة عبدالله القطاري من تونس
مولده و نشأته:
ولد سليمان القانوني في مدينة (طرابزون)، وكان والده آنذاك والياً عليها، اهتمَّ به والده اهتماماً عظيماً، فنشأ محبَّاً للعلم، والأدب، والعلماء، والأدباء، والفقهاء، واشتهر منذ شبابه بالجدِّية، والوقار، ارتقى عرش السَّلطنة في السادسة والعشرين من عمره، وكان متأنِّياً في جميع شؤونه، ولا يتعجَّل في الأعمال الَّتي يريد تنفيذها، بل كان يفكِّر بعمقٍ، ثمَّ يقرِّر، وإِذا اتَّخذ قراراً؛ لا يرجع عنه.
عهد السلطان سليمان :
كان عهد السُّلطان سليمان القانوني يمثِّل رأس الهرم بالنِّسبة لقوَّة الدَّولة العثمانيَّة ومكانتها بين دول العالم آنذاك. ويعتبر عصر السُّلطان سليمان هو العصر الذَّهبي للدَّولة العثمانيَّة، حيث شهدت ثمانية وأربعون عامًا قضاها السلطان سليمان القانوني في حكمه من 926 – 972هـ، الموافق 1520 – 1566م توسُّعاً عظيماً لم يسبق له مثيلٌ، بلغت قمة درجات القوة والسلطان، وأصبحت أقاليم الدَّولة العثمانيَّة منتشرةً في ثلاث قاراتٍ عالميَّةٍ.
وصايا السلطان سليمان :
قال”السلطان” عند احتضاره وهو على فراش الموت:
وصـيتي الأولى:
(أن لا يحمل نعشي عند الدفن إلا أطبائي ولا أحد غيرهم)..
وصيتي الثانية:
(أن ينثر على جانبي الطريق من مكان موتي حتى المقبرة..
قطع الذهب والفضة وأحجاري الكريمة التي جمعتها طيلة حياتي)..
وصيتي الأخيرة :
(حين ترفعوني على النعش أخرجوا يداي من الكفن..
وأبقوهما معلقتان للخارج وهما مفتوحتان)..
وحين فرغ السلطان من وصيته قام قائد حرسه بتقبيل يديـه وضـمهما إلى صدره..
ثم قال أيها السلطان :
(ستكون وصاياك قيد التنفيذ وبدون أي إخلال..
إنما هلا أخبرني سـيدي ما المغزى من وراء هذه الأمنيات الثلاث)؟!..
بصعوبة شديدة أخذ “السلطان “نفسا عميقا وأجاب بصوت واهن:
(أريد أن أعطي العالم درسا لم أفقهه إلا الآن)..
أما بخصوص الوصية الأولى:
فأردت أن يعرف الناس أن الموت إذا حضر لم ينفع في رده حتى الأطباء الذين نهرع إليهم إذا أصابنا أي مكروه ..وأن الصحة والعمر ثروة لا يمنحهما أحد من البشر)..
وأما الوصية الثانية:..
(حتى يعلم الناس أن كل وقت قضيناه في جمع المال ليس إلا هباء منثورا….
وأننا لن نأخذ معنا حتى فتات الذهب)
وأما الوصية الثالثة:…
(ليعلم الناس أننا قدمنا إلى هذه الدنيا فارغي الأيدي..
وسـنخرج منها فارغي الأيدي).