محمود سعيد
من الممكن أنّ النضج يعد كا امر نسبي نوعاً ما.
فالبعض يشعر بأنّه قد نضج فعلاً بعد العشرين من عمره او الخامسة والعشرين، والبعض يتجاوز الخامسة والثلاثين والبغض في الاربعين ولكن لا تظهر أي من أمارات النضج على تصرّفاته.
مع العلم بان. لم يبعث نبي إلا بعد الأربعين لم نطلع على من خرجه، على الرغم من كثرة وروده، بل قال الحافظ ابن حجر في تخريجه لأحاديث الكشاف: لم أجده. وكون عيسى عليه السلام نُبيء وهو ابن ثلاثين سنة على فرض صحته لا يتعارض مع مضمون الكلام المتقدم، لأن كون النبوة بعد الأربعين أمر غالبي فقط، وإلا فقد نبيء يحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام وهو صبي. قال تعالى في شأنه: (وآتيناه الحكم صبياً*وحنانا من لدنا ..)[مريم:12].
والله أعلم.
اما مسألة النضج ليس بالضروري ان تكون لها علاقة مباشرة بالسن، بقدر ما تحسمها التجارب والخبرات التي نكتسبها من المواقف التي نواجهها في حياتنا.
وهناك الكثير من الطرق لرفع مستوى النضج العقلي، منها مجالسة العلماء والمثقفين من العقلاء والتفكير والتدبر في التجارب السابقة بعقلية “، ينتج عنه عدم التسرع في اتخاذ القرارات وإطلاق الأحكام.
الشخص الناضج فعلاً يعرف كيف يتعايش مع من حوله وان يكتسب ثقه من حوله اذا كان في العمل او في الدراسه او الحياه عامه ولايرتبط النضج بالزواج فالكثير يعتقد اذا تزوج المرء فيصبح ناضجا بالطبع لا وكثيرا ما تحدث الخلافات بين الزوجين وينتج ذالك احيانا عن عدم النضج الفكري واختلاف شخصياتهم وعدم حسم الامور بينهم
ومن سمات النضج الأساسيّة، أن تتمكّن من حسم أمرك من دون تردّد!
الشخص الناضج، لا يجد مبرّراً لأن يستمرّ في الضغط على نفسه في عملٍ لا يحبّه أو لا يجد نفسه فيه، ويتمكّن من حساب المعطيات الموجودة أمامه لإيجاد حلٍّ أنسب، حتى لو كانت الاستقالة ثمنه.