كتب / عبده الشربيني حمام
لازال وقع إعلان رئیس حكومة الاحتلال بنیامین نیتنیاھو عن خطتھ الاستیطانیة یتردد في الأوساط السیاسیة الفلسطینیة , حیث أعلنت اغلب الفصائل النفیر و تأھبھا الكامل لمنع أي مشروع استیطاني جدید. و تقضي الخطة الإسرائیلیة الجدیدة بزرع مستوطنات غرب الضفة الغربیة وشرقھا على شكل كماشة قد تمنع فلسطینیي الضفة من التحرك بحریة بمنطقة الأغوار والتي تشكل 30 ٪من مساحة الضفة الغربیة. حماس و التي دعت كل الفصائل المقاومة الى الاتجاه
في خیار التصعید بعیدا عن التسویة تحت أي غطاء أبدت استعدادھا المبدئي للتعامل مع السلطة الفلسطینیة
میدانیا .
العدید من القراءات اعتبرت تصریحات حماس الأخیرة اقرب الى المناورة السیاسیة فنفس الحركة التي فضلت
الذھاب في خیار التھدئة اثر اغتیال القیادي في حركة
الجھاد الاسلامي بھاء ابو العطا تبدو الیوم مصرة على اقحام حركة فتح و السلطة الفلسطینیة في صراع مباشر
مع جیش الاحتلال رغم الأزمة الخانقة التي تمر بھا البلاد بفعل جائحة الكورونا .
ھذا و تشیر اغلب الاخبار التي تصلنا من المطبخ الداخلي لفتح عن رفض العدید من القیادات لمبدأ التنسیق
المیداني مع حماس , فالجرح الذي تحملة حركة التحریر الفلسطینية فتح نتیجة انقلاب صیف 2007 لم یندمل بعد
, لھذا یفضل أعضاء فتح عدم منح حماس أي قوة حقیقة في الضفة قد تنتھي بانقلاب جدید .
جدیر بالذكر ھنا ان اختلاف الرؤیة بین فصلي المقاومة فتح و حماس تعني اساسا اختلاف الھدف , ففتح التي
تسعى لتأسیس دولة وطنیة مدنیة قائمة على مبدأ السیادة الوطنیة و لا سلطة فیھا لغیر المؤسسات لن تقبل بأي
حال من الاحوال ان تكون شریكة لحماس التي لا تؤمن بالدول القٌطریة و التي تؤمن بنظریة التمكین المتوارثة
عن الشجر الأصل و ھي الإخوان المسلمین و ما الجناح العسكري الذي تعده حماس من الأولویات الا احد
تمظھرات ھذا التوجة.
حماس كانت قد تعرضت غیر مرة للعدید من الانتقاد لرغباتھا المتنامیة بتوسیع نشاطھا الى الضفة الغربیة حیث یتھمھا بعض الفلسطینیین بتغلیب مصالح الجماعة على حساب مصالح الغزاویین ففي حین یشكو القطاع من ازمة انسانیة حادة فاقمھا الحصار الإسرائیلي لا تفوت حماس أي فرصة للانقضاض على الضفة الغربیة بل و
تستعد لذلك عبر تقویة جناحھا العسكري . أمام حالة التشرذم و الاصرار على تغلیب المصالح الفئویة الضیقة ، یأمل الشعب الفلسطیني في وحدة
حقیقیة تتجاوز بمقتضاھا الفصائل السیاسیة نعرات الماضي وجراحھ وتركز على حاضر الشعب الفلسطیني
و مشاكلھ الحقیقیة .
فھل تملك حماس مما یكفي من الشجاعة للقیام بمراجعات عمیقة قد تدفع في اتجاه الوحدة الحقیقیة بین
أطیاف الشعب الفلسطیني ؟