بقلم/ إسراء سعيد
دقت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل في ذاك الوقت يعمُ الصمت علي مدينتنا فالجميع نيام في ذاك الوقت ففي مدينتنا لا وجود للسهر، إلا أنا أجلس في ذات المكان من كل ليلة أجلسُ في شرفتي أتأمل الليل و النجوم و القمر ، كل ليلة أجلس و بدأخلي يقين تام بأنه سيعود، الكل يسخر مني دوما تتساءلون من الذي أنتظره و لم يسخر الجميع مني؟ سأخبركم: أنتظر أن يعود أبي من رحلته الطويلة أنتظره بفارغ الصبر فهو الحبيب الأول لكل فتاة والدها لقد مضت ثلاثة سنوات منذ أن رأيته فهو يعمل ويعمل و يعمل و يسخرالناس مني لأنهم يعتقدون أنه لن يعود ثانية ولكن..بداخلي شيئ يحدثني دائما أنه حتما سيعود و أن طال الغياب فحتما سيعو، لقد قطع عهداً أن يعود لي مجدداً و أنا اثق بوعوده
أمازلتي تنتظرين ؟
تلك العجوز لما تراقبني دوما رددت بهدوء
نعم لأزلتُ أنتظر لأنه سيأتي
أذن ستنتظرين العمر بأكمله
لا مشكله لدي سأنتظر و بهمس سيأتي قريباً أنا اثق
مازلتي تنتظرين؟
تلك العجوز ستصيبني بالمرض حتماً
فرردت بضيق نعم لازلتُ أنتظر و أنا اوقن أنه سيأتي اليوم
ضحكت العجوز بسخرية قائلة إذن أبقي كما أنتِ أنتظريه
سأنتظره وبهمس أشعر برائحته تقترب
بعد أكثر من الساعتين شعرتُ بصوت اقدام
أتجهتُ لباب المنزل و فتحته بسرعه و وقفتُ مصدومه وهمستُ بفرحة طفلة بابا
سارعتُ في احتضانه وهمست طال الغياب
رد و قال أسف حبيبتي بعد اليوم لا وجود للفراق
أتيت بحق؟ سئلت العجوز مصدومه
و رددتُ بفرحة طفله عاد مرة أخري ، كان الكل هنا يسخر مني
سئل بدهشة ولما ؟
رددتُ بحزن كانوا يرددون أنك لن تعود مرة اخري ، هل سترحل مره اخري سئلتُ والدموع تلمع بمقلاتي
لن أرحل أبدا رد بأبتسامة
إسراء سعيد
#BOO