مشاهدات: 72
3 علماء مصريين يسجلون أول دليل مادي لآثار أقدام ديناصورات بالصحراء الشرقية بمصر
كتبت : نجلاء الليثى
ساد اعتقاد فى السنوات الاخيرة بأن الديناصورات كانت متواجدة بالصحراء الشرقية في مصر قبل أكثر من 70 مليون عاما”، إلا أن هذا الافتراض لم يكن له اى دليل مادي، حتى استطاع 3 علماء مصريين ان يسجلوا أول دليل مادي لآثار أقدام ديناصورات بــــ الصحراء الشرقية بمصر .
حيث يرجع التاريخ الجيولوجي لهذه الديناصورات، من آكلات اللحوم والأعشاب، بجنوب الصحراء الشرقية، إلى أكثر من 70 مليون عام.
وإخيرا أعلن رئيس جامعة الوادي الجديد، عبد العزيز طنطاوي، نجاح فريق بحثي مشترك بين جامعتي القاهرة والوادي الجديد، بتحقيق هذا الاكتشاف المهم، الذي تم توثيقه بنشر ورقة بحثية في دورية “جيولوجيكال جورنال” نهاية ديسمبر الماضي.
وضم الفريق البحثي 3 من العلماء المصريين ، 2 من قسم الجيولوجيا بكلية العلوم في جامعة القاهرة، وهما الأستاذ المساعد بالقسم، وليد كساب، والأستاذ المساعد مدير معمل الحفريات الفقارية بجامعة القاهرة، محمد قرني، والأستاذ المساعد للحفريات الفقارية، بكلية العلوم جامعة الوادي الجديد، ومدير مركز الحفريات الفقارية بالجامعة، جبيلي أبو الخير.
الشك بأحتمالية وجود اثار للديناصورات
شرع علماء الحفريات في اوائل عام 2018 في البحث بالمنطقة الواقعة على الطريق بين (قفط – القصير) جنوبي الصحراء الشرقية، بعد شكوك تحدث عنها أساتذة قدامى بقسم الجيولوجيا كلية العلوم جامعة القاهرة، حول احتمالية وجود آثار للديناصورات بهذه المنطقة.
فقد شك أساتذة الجيولوجيا بجامعة القاهرة قبل أكثر من 20 عاما في وجود آثار للديناصورات في هذه المنطقة، لكن لم يتم تشكيل بحثي حينها للتحقق من الأمر، كون هذا التخصص في البحث العلمي لم يكن مطروقا في ذلك الوقت”.
و أن هذه الشكوك قادتهم لرحلة البحث التي اوصلتهم لهذا الاكتشاف المهم، واستطاعوا أن يقدموا أول تسجيل لوجود الديناصورات في الصحراء الشرقية، التي تحتوي على جبال وصخور ضخمة ومرتفعة في جزئها الجنوبي، واحتمالية وجود كائنات أخرى مسجلة بهذه المنطقة في خمسينيات القرن الماضي، مثل السحالي الكبيرة.
معلومات عن الديناصورات آكلات اللحوم وآكلات العشب
وقد عثر الباحثون على 16 أثرا لأقدام ديناصورات على طبقات من الحجر الرملي النوبي، إلا أنه لم يتسن للعلماء بعد التوصل إلى أي من هياكل الديناصورات.
وتم التأكيد على أن هذه الأثار يمكنها تقديم عدد من المعلومات القيّمة، مثل الأطوال والأحجام، ونوع الديناصورات، فآكلات اللحوم تقف على قدمين، أما الديناصورات من آكلات الأعشاب تقف على 4 أقدام.
وهناك معادلات رياضية مكنت فريق البحث من تحديد هذه البيانات، إذ قاموا بالتعرف إلى اثنين من الديناصورات من آكلات اللحوم، قُدرت أوزانهم بـ 500 كلغ و900 كلغ، كما تم تحديد ديناصورات من آكلات الأعشاب، لم يتم التعرف بشكل دقيق إلى أوزانها أو أطوالها، بسبب صعوبة هذه العملية”.
يقدر عمر هذه الديناصورات بأكثر من 70 مليون سنة، إذ كانت تعيش فيما يعرف بالعصر الكريتاسي العلوي، الذي بدأ كان قبل نحو 100 مليون و66 مليون سنة.
و العصر الكريتاسي هو فترة زمنية غير معروفة بشكل كبير، ويعد هذا الكشف العلمي إضافة جديدة تسهم في فك طلاسم تلك الحقبة التاريخية بقارة إفريقيا”
وكان للشراكة بين جامعتى الوادي الجديد وجامعة القاهرة اهمية كبيرة ، حيث أثمرت مؤخرا عن نشر عدد من الأبحاث العلمية في الصحراء الغربية.
وتبين ان هناك أماكن في الصحراء الشرقية والصحراء الغربية تحتوي على نفس العصر، ومنذ عام 2000 ميلادي ظهرت عدد من الأبحاث التي كشفت وجود ديناصورات في الصحراء الغربية، كما أشار الدكتور أحمد نيازي بجامعة القاهرة، إلى احتمال وجود آثار للديناصورات في منطقة بطريق القصير، وهو ما كان بمثابة دافع للبحث في الصحراء الشرقية.
أهمية الاكتشاف
وجود آثار لديناصورات في هذه المنطقة يعزز من مكانتها العلمية والسياحية؛ فإلى جانب البحوث العلمية التي ستستمر هناك، يُفترض أن يصبح الموقع مزاراً سياحياً، لقيمته العلمية الكبيرة، المرتبطة بالكشف الأخير، أو بسبب وجود الصخور البركانية وصخور القاعدة.
كما أن هذا الطريق يتميز بكونه موقع سياحي مهم، إذ كان طريقا للحجاج قديما، فضلا عن وجود عدد من الآثار من حقب مصرية قديمة، مثل “منجم الفواخير”، الذي يعد أقدم منجم في العالم ويعود لعصر المصريين القدماء.
وهناك جهود بحثية ضخمة خلال الفترة المقبلة للعثور على هياكل أو أجزاء منها للديناصورات بالصحراء الشرقية”.