بقلمي / حامد ابوعمرة
من أكثر الأشياء التي أثارتني مؤخرا ،في ظلال تفشي فيروس كورونا ،وإصابة العشرات من أبناء قطاع غزة في الآونة الأخيرة هي تلك النظرة السلبية الغير اللائقة والغير مسؤولة والساخرة وذاك التنمر المتعمد من قبل المجتمع صوب كل شخص قد أصيب بهذا الفيروس ،
وكأن الشخص المريض يحمل حزاما ناسفا أو عبوة متفجرة ، فالكل مجرد من أن يسمع ودون أن يرى أو يتأكد من مصداقية الخبر ..الكل يهرول مبتعدا عنه وسط أجواء الذعر والخوف الشديد ووسط الهواجس التي تنتاب الذين يحيطون بالشخص المصاب، والذي قد تكون أصابته بفيروس انفلونزا عادية ، ولا علاقة له بفيروس كورونا أساسا . فالكل يبتعد عنه وكأن المريض قد أصيب بجرب أوبالإيدز ،
أو أنه لصا تم ضبطه في ميدان عام أو هو أحد الخونة والجواسيس التي يجب فضحها ، ناهينا عن الإشاعات الهدامة والكاذبة ، وسرعة نشر أخبار خاطئة في صفوف الناس دون التأكد من المعلومات بدقة ، ثم حتى لو كانت هناك حالات قد أصيبت بذاك الفيروس الخطير ، لما تلك النظرة السيئة وذاك التنمر بحق تلك الحالات ، وتحويل أماكن أو بيوت المشتبه بهم أو المصابين حقا إلى متاحف سياحية تزورها الناس وسط تزاحمهم ،
ليست تلك ثقافتنا ، ولا من عاداتنا وتقاليدنا فبدلا من المواساة والوقوف إلى جانبهم وطمأنة تلك الحالات، وسط اتخاذ كافة التدابير أو إجراءات الوقاية إلا أننا نجد الكثيرين من يصرون على خلق أجواء توتيرية بغيضة تضعف من قدرات المريض النفسية بل تحطم معنوياته ،فتزداد حالته سوء بدلا من أن يتماثل بالشفاء ويتجاوز تلك المحنة الصعبة وهذا الوباء الذي أكثر من ثلثي علاجه هو الارتياح النفسي ،
ثم إن علينا أن نستهجن وننتقد جميعا مثل تلك التصرفات أو السلوكيات الحمقاء ،وليكن يقيننا بأن الله خير الحافظين ، وأننا نسير في الحياة بقدر من الله سبحانه وليست هي عبقرية فذة أو هو ذكاء مطلق يجعلنا نتجاوز مثل تلك الصعوبات ..كم اتمنى أن نعيد حساباتنا ونظرتنا من جديد تجاه المصابين أو المرضى الذين قدر الله أن يصيبهم ذاك الفيروس ، نسأل الله العفو والعافية والسلامة لأبناء شعبنا ، وجميع الشعوب .