صباح_مصري …
مفتاح عملية التوازن ….
بقلم د. سمير المصري
أن مفتاحك لاداء ادوارك المختلفة سواء كانت الاجتماعية .. او العاطفية .. او العملية …او الرياضية … الخ
هي أن ترى رسالتك في كل دور من هذه الأدوار ، بحيث تكون جميعها نابعة من حقيقة رسالتك الشخصية
وهنا تصبح أدوارك كفروع ناضرة لشجرة باسقة لا يمكن فصلها عن بعضها
بل إنها تقوي بعضها البعض وتتغذى جميعا من نفس الجذر .
اكتب أدوارك كل أسبوع واجعلها دائما حاضرة في بؤرة تركيزك ويبقي لها نصيبا في برنامجك الأسبوعي .
يقول أحد المديرين المشغولين ….
انه قد اكتشفت أنه لم يخرج مع زوجته للغداء مرة واحدة
مع أن علاقته بها من أهم العلاقات في حياته ، ونتيجة لعملية التنظيم الأسبوعية بدأ في الاهتمام بهذا الدور وخرج معها للغداء
وكان من نتيجة ذلك أن أصبحا أكثر التصاقا وقربا وأصبح الاتصال بينهما أسهل؛ وهو ما أدى إلى القيام بأعمال أخرى جعلته زوجا أفضل
ومع كل مراجعة أسبوعية لعملية تنظيم وقته أكتشف مزيدا من التقدم في هذه المهمة.
إن قدرتك على ادراك مشاعرك والتحكم بها تؤدي بك بان تكون في قمة النجاح والاستقرار المهني والعاطفي
ولكن ما زال الكثير من الناس يعتقدون أن التفكير الجيد لا يستقيم إلاّ بغياب العاطفة
وهو الامر الذي دفع البعض أن يتخذوا غياب العاطفة عن التفكير عقيدة لهم.د ، لكن المشكلة لا تكمن في العاطفة في حد ذاتها بقدر ما تتعلق بتناسب العاطفة وملاءمتها للموقف وكيفية التعبير عنها
فليس المطلوب هنا ترك العاطفة جانبا بقدر محاولة إيجاد شئ من التوازن فيما بين التفكير العقلاني والعاطفة.
الإنسان كمثل زرع أخرج فروع فكبر وزاد سمكه ونمت هذه الفروع حتى استوت على سيقانها
فأصبحت الشجرة قوية صلبة يقوي بعضا بعضا، إنها أدوارك في الحياة إذا نبعث كلها من رسالتك الشخصية فإنك لن ترى أي انفصال بينها.
يجب أن تكون أدوارك وأهدافك نابعة من رسالتك الشخصية هذا لأنك تملك الطاقة والدافع الذي ينبع من داخل ذاتك
فيمكنك أن تقوم بها معا ولكن عندما تنفصل هذه الأدوار عن رسالتك فسوف يختفي تماما هذا الدافع من عندك
لأنها لا تتغذى من سخونة الذات من الداخل، تماما كنبتة الفول على قطعة القطن المبللة بالماء لا يمكن أن تستمر أكثر من أيام.
ركز على المبادئ فتختفي عملية الفصل بين الأدوار المختلفة في حياتك ، إذ إن أدوارك في هذه الحالة تصبح بمثابة قنوات طبيعية لممارسة هذه المبادئ الصحيحة التي تتبتناها
وتكون هذه الأدوار تحديات تثبت من خلالها تعدد أشكال تطبيق نفس المبادئ في المجالات المختلفة في حياتك .
الخلاصة
المبادئ التي تحقق النجاح في كافة المجالات هي نفسها التي تحقق النجاح في إدارة العائلة في السابق أصيب أحد الجنود المحترفين ـ
بالحزن والإحباط عندما وجد زميلا له قد ترقى إلى رتبة قائد الجيش وكان كل ما يملكه هو تميزه في إدارة المنزل وإدارة فريق غنائي
فلما شكا ذلك لاحد الحكماء قال له أيًّا كان المكان الذي يرأسه الإنسان سوف ينجح في هذه الرئاسة ما دام أنه يعرف ما يريد
وقادر على القيام بمهنته لابد ان تكون رئيسا ناجحا سواء كنت تقود أسرة أو مدينة أو حتي جيشا جيشا .
لذلك فإن مهمة من يدير المنزل لا تختلف عن مهمة من يدير شركة كبيرة، إلا في الحجم فقط.
وبنفس المنطق تستطيع أن تنمي نفسك صحيا وترعى أولادك في وقت واحد كأن تدعوهم مثلا إلى مشاركتك في لعب مباراة لكرة القدم
أو لممارسة السباحة معك أو لنزهة أسبوعية.
ان عواطفنا تنبع من عدة أبنية أساسية اهمها القدرة على الفهم الدقيق ، والتقدير
والتعبير عن العاطفة و القدرة على توليد المشاعر و القدرة على فهم العواطف والمعرفة التي تنتج عنها
و القدرة على تنظيم العواطف لتطوير النمو العاطفي والفكري
…. وقتها ستكون سيد نفسك ….
د سمير المصري