صباح مصري، هلاوس الكلام مع النفس
بقلم سمير المصري
لا يوجد إنسان لا يمر بظروف صعبة..الفرق فقط يكمن في اختلافها مضمونا و تأثيرا.. لكن الإختلاف الكبير و الأهم هو في كيفية مواجهته لها و التعامل معها دون أن يخسر نفسه أو يسبب لها أضرارا نفسية بليغة.
من الطبيعي أننا جميعا نحس بنوع من الإرتباك الفكري و التوتر النفسي خصوصا عندما تشتد قساوة الظروف .. نخاف أن نخسر و نفشل و نتراجع و نفقد و تسوء أحوالنا و غيرها من الفرضيات التي يصنعها العقل و تخاف النفس من حدوثها.
ان هذا الخوف هو الذي يدعمنا من أجل الإستمرار و عدم الرضوخ و الإستسلام في حالة واحدة فقط و هي عندما يكون تفكيرنا إيجابي و مقارناتنا ايجابية و نظرتنا للحياة كلها أمل.. و إلا فهذا الخوف سيسبب لنا شللا فكريا و عمى في البصيرة و تشاؤما تجاه الحياة.
يجب علينا أن نؤمن بمسألة أن اللحظات ستمر ب اختلاف أحداثها.. هذا الإيمان يغذينا ب الصبر من أجل الصمود و يمنحنا الطمأنينة بأن الأمور ستتحسن و يعطينا الطاقة من أجل المواصلة.. فدوام الحال من المحال.
يشعر كثيرون بالحاجة إلى التحدث مع أنفسهم في أثناء مرورهم بحالات ومواقف حياتية مختلفة، لكنهم يخشون أن يُطلق عليهم لفظ «مجنون».
إن التحدث مع الذات أمر طبيعي وله العديد من الفوائد النفسية، فله القدرة علي التخفيف من التوتر.
إذا تحدثت مع نفسك أثناء شعورك بالتوتر أو الخوف أو القلق، فاعلم أن ذلك يخفف من حدة تلك المشاعر، بل ويسيطر عليها تمامًا خاصة أنه يمتص الطاقة السلبية ويبدلها بأخرى إيجابية.
كم مرة شعرت بأنك بحاجة إلى الفضفضة مع شخص ما في بعض الأمور الخاصة ولم تكن لديك الجرأة على ذلك؟
إذا حدث معك ذلك فقط جرب التحدث مع ذات، فهي لن تغرقك بالاتهامات أو العبارات اللوامة، وتحسن مزاجك في النهاية.
مهما تحدثت مع الآخرين في الأمور الخاصة بحياتك سيكون القرار نابعًا من تلقاء ذاتك، لذا عليك التوقف مع ذاتك ومناقشتها في تلك الأمور مع عرض الايجابيات والسلبيات التي تعود عليك من اتباع تلك القرارات المصيرية.
يستطيع الشخص المتحدث مع نفسه أن يحقق أهدافه وقراراته، خاصة أنه يكون أوضح شخص مع ذاته.
*الخلاصة
هي ليست هلاوس .. فهناك فوائد للتحدث مع نفسك بصوت عال، فعادة الحديث إلى النفس تبدأ من مرحلة الطفولة.
الحديث إلى نفسك ليس جنونا، ولكن وسيلة لتنظيم أفكارك ومشاعرك.. هل وقفت أمام المرآة في يوما ما لتتحدث مع نفسك حول مشكلة تعرضت لها؟
وهل يأخذك الخيال لتفتح حديثا طويلا مع نفسك كصديق قديم تروي له أزماتك بصراحة من دون خوف ثم تنتبه إلى أنك ابتعدت عن الواقع للحظات وتخشى أن تصبح “مجنونا” أو لديك اضطراب عقلي ما؟
لا نتحدث عن الحوار الداخلي الذي يدور برأسك، وإنما المقصود الحديث مع نفسك بصوت عال.. اطمئن، فأنت لست وحدك، الجميع تقريبا يختلون بأنفسهم ويتحدثون معها وكأن شخصين يدور بينهما نقاش طويل.
في مقال له على موقع “سيكولوجي توداي” يقول الطبيب النفسي الدكتور “تيموثي ليغ”
إن هذه العادة تبدأ غالبا في مرحلة الطفولة. حتى إذا كنت لا ترى أي خطأ في التحدث إلى نفسك ولا يجب عليك ذلك بالفعل ، فقد تتساءل عما يعتقده الآخرون، خاصة إذا كنت تجد نفسك غالبا تفكر بصوت عالٍ في العمل أو في محل البقالة وليس في خلوتك فقط.
يعد التحدث إلى نفسك أمرا طبيعيا، حتى لو كنت تفعل ذلك كثيرا. إذا كنت ترغب في أن تكون أكثر وعيا بشأن التحدث إلى نفسك حتى تتمكن من تجنب فعل ذلك في مواقف معينة، فهناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك.
فهو امر قد يساعدك في العثور على ما تبحث عنه،
فوفقا للدراسات، فإن ذكر اسم كل ما تبحث عنه بصوت عال يمكن أن يساعدك في تحديد مكانه بسهولة أكبر من مجرد التفكير فيه لأن سماع اسم العنصر يذكر عقلك بما تبحث عنه، يساعدك هذا على تصوره وملاحظته بسهولة أكبر.
غدا حديث جديد.. وصباح مصري جديد..
دكتور سميرالمصري