كتبت :سامية بلال
يقوﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻲ ﻓﻲ “ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﺍﻟﺮﺷﺎﺩ :” ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺘﻨﻮﺧﻲ ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﻭﻻﺩﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺫﺑﺢ ﻋﻨﻪ ﺟﺪﻩ ﻭﺩﻋﺎ ﻗﺮﻳﺸﺎ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻛﻠﻮﺍ ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻳﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ : ﻣﺎ ﺳﻤﻴﺘﻪ؟ ﻗﺎﻝ : ﺳﻤﻴﺘﻪ ﻣﺤﻤﺪﺍ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻟﻢ ﺭﻏﺒﺖ ﻋﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﺪﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺧﻠﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ .
ﻭﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﻋﻤﺮ ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﻣﻦ ﻃﺮﻕ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻗﺎﻝ : ﻟﻤﺎ ﻭﻟﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺫﻛﺮ ﻧﺤﻮﻩ .. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﺴﻬﻴﻠﻲ ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺃﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺇﻧﻤﺎ ﺳﻤﺎﻩ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻟﺮﺅﻳﺎ ﺭﺁﻫﺎ، ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﻛﺄﻥ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﻓﻀﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻇﻬﺮﻩ ﻭﻟﻬﺎ ﻃﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻃﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻃﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭﻃﺮﻑ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺷﺠﺮﺓ، ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﻮﺭ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻳﺘﻌﻠﻘﻮﻥ ﺑﻬﺎ، ﻓﻘﺼﻬﺎ، ﻓﻌﺒﺮﺕ ﻟﻪ ﺑﻤﻮﻟﻮﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺻﻠﺒﻪ، ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﻭﻳﺤﻤﺪﻩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﺍﻷﺭﺽ، ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺳﻤﺎﻩ ﻣﺤﻤﺪﺍ، ﻣﻊ ﻣﺎ ﺣﺪﺛﺘﻪ ﺑﻪ ﺃﻣﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
، ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﺩّﺧﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ ﻭﺃﻟﻬﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﺑﻪ ﻟﻴﻘﻊ ﺃﻣﺮﺍً ﻣﻜﺘﻮﺑﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻮﺡ ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻅ ﻣﻨﺬ ﺧﻠﻖ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻥ ﻧﺒﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺍﺳﻤﻪ ﻣﺤﻤّﺪ، ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ﻟﻢ ﻳﻮﺡ ﺍﻟﻴﻪ ، ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﻗﺮﻳﺶ : ﻟﻢ ﺭﻏﺒﺖ ﻋﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺁﺑﺎﺋﻚ ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﺪﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻳﺤﻤﺪﻩ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ . ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﺳﻤﻬﻢ ﻣﺤﻤّﺪ ﻟﻜﻦ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﺳﻤﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺲ ﺑﻤﻌﻨﺎﻩ . ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻل ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻌﻠّﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﻤﻪ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚٍ ﺑﺎﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻳﻘﻮﻝ ”: ﺃﻧﺎ ﻣﺤﻤّﺪ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﺎﺣﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺤﺎﺷﺮ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﻌﺎﻗﺐ ”. ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ..
ﻓﻤﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺤﻤّﺪ؟
ﻣﺤﻤّﺪ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﺪ ﺛﻢ ﻳﺤﻤﺪ ﺛﻢ ﻳﺤﻤﺪ، ﻓﻼ ﻳﺤﻤﺪ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻋﻈﻤﺔ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ، ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺤﻤﺪ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻓﺼﺎﺭ ﻣﺤﻤّﺪﺍً . ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﺣﻤﺪ؟ ﻫﻮ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺤﺎﻣﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻓﻼ ﺃﺣﺪ ﻳﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺜﻠﻪ . ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻣﺤﻤّﺪﺍً ﺗﺤﻤﺪﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﻫﻮ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻل ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻝ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ