يوم الأسير الفلسطيني
بقلم: عمر الشريف
أيام وراءها شهور ثم سنوات وبعدها عقود، وأخشى أن تصبح قرون، وفلسطين الحبيبة ما تزال ترزح في ظلام احتلال غاشم بغيض لا يرحم الحجر ولا الشجر ولا البشر، احتلال قام بفضل تواطئ ومباركة دول تدعي الحضارة وحقوق الإنسان ليسحق بكل وحشية حق شعب آمن في الوجود والكرامة والإنسانية.
قضية فلسطين قضية صار فيها الجلادون أبرياء وصار الضحايا مذنبون، قضية يُكال فيها الحقّ بألف مكيال ويجعل له ألف وجه ووجه، قضية استعصت على الحل وتشابكت فيها الخطوط وتعقدت رغم وضوح الحق فيها وضوح الشمس للقاصي والداني وللغريب والقريب، ويعيش الشعب بعدها نكبة ونكسة وضياع وتشتت في البلاد والأفكار والمشاريع التي قد تحقق له حلم العودة إلى الوطن السليب، ويدفع أبنائه الثمن غالياً بالقتل والتشريد والاعتقال، ويصادر حقه في تقرير مصيره على أرضه والعيش كما تعيش باقي شعوب الأرض بأمان واستقرار ضمن دولة ذات سيادة وقرار.
ويوافق اليوم 17 ابريل يوم الأسير الفلسطيني، وهو يوم تضامني مع الأسرى الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، فقضية الأسير الفلسطيني من القضايا الجوهرية والمفصلية والأكثر حساسية عند الشعب الفلسطيني، والحديث عنها يعني الحديث عن قضية وانتماء، وتجارب من الصمود والتضحيات وفصول من المعاناة والانتهاكات والجرائم التي مورست واقترفت بحق الأسرى الفلسطينيين من قبل السجان الإسرائيلي، ناهيك عن ظروف الاعتقال القاسية والممارسات اللاإنسانية التي يمر بها الأسرى من تعذيب وتنكيل وسحق لكرامتهم الإنسانية، وحرمانهم من أبسط الحقوق التي ضمنتها لهم المعاهدات الدولية بشأن الأسرى.
ونحن في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني نؤكد على أن قضية الأسير الفلسطيني يجب أن تبقى قضية مركزية بالنسبة لشعب فلسطين خاصة وللشعوب العربية عامة، فهم من ناضلوا وضحوا وأفنوا حياتهم خلف قضبان السجون من أجل فلسطين ومقدساتها، وهي من أهم قضايا الشعب الفلسطيني في طريق نضاله من أجل إنجاز الاستقلال والحرية من الاحتلال الإسرائيلي.