كتبت: إنتصار محفوظ سرحان
افتتح الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمي، والدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي و التكنولوجيااليوم الأربعاء الموافق 23 ديسمبر 2020 مركز معلومات المعهد المتحد للعلوم النووية (دوبنا–روسيا الاتحادية) بمقر أكاديمية البحث العلمىوالتكنولوجيا، التى أدركت مبكرا أهمية وجود مركز معلومات يطرح على الساحة المصرية والإقليمية كل الفرص المتاحة للباحثين في مجالاتالتطبيقات السلمية للطاقة النووية خاصة مع توجه الدولة واهتمامها البالغ باللحاق بهذا الركب من العلوم، وتزامنا مع العمل الجاري علي قدموساق بمشروع الضبعة
.
شهد الافتتاح ممثلون عن الدول الأعضاء فى المعهد والأعضاء المنتسبين وأصحاب المصلحة الآخرين من منطقة الشرق الأوسط وشمالأفريقيا وذلك عن طريق البث الحى نظرا لما يمر به العالم من جائحة كورونا.
يأتى افتتاح المركز تتويجا لجهود أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا لتحقيق سياسة الدولة نحو تطوير وتعزيز العلاقات المصرية مع دولالعالم في مجال العلوم والتكنولوجيا، واستثمار العلاقات الدولية لمصر بما يخدم أهداف التنمية
.
وعن أهداف المركز صرح الدكتور محمود صقر ، رئيس أكاديمية البحث العلمى أن هذا المركز الأول من نوعه في منطقة شمال أفريقيا والوطن العربي ويهدف إلى تعريف شباب الباحثين بمجالات التعاون مع المعهد لتعزيز الاستفادة من البنية البحثية له ومشاريعه العلميةالجارية، والعمل كمركز لتنسيق آليات التعاون المختلفة مع المعهد بما فى ذلك الشراكات المستقبلية مع الصناعة، بالإضافة إلي فتح نافذةعلي الفرص المتاحة والتدريبات والمؤتمرات المقدمة من المعهد للمهتمين بالتطبيقات السلمية للطاقة النووية في مصر و المنطقة، وعرض نتائجالأبحاث الجارية فى المعهد للمهتمين من الطلبة والباحثين المصريين وغير المصريين بمنطقة شمال أفريقيا والوطن العربي، كما سيتم تفعيلوخلق قنوات التعاون بين الهيئات والمؤسسات المصرية والدولية بالمنطقة كلها والمعهد وغيرها.
ولأن مصر دائما سباقة ورائدة طالبت عدد من الدول الأعضاء محاكاة التجربة المصرية بالمعهد المتحد انشاء مراكز معلومات في بلادهم بعدإعلان أكاديمية البحث العلمي عن استضافة أولي هذه المراكز خارج روسيا ومن هذه الدول بلغاريا والتشيك وصربيا وجنوب إفريقيا .
من الجدير بالذكر أن أكاديمية البحث العلمي انضمت للمعهد المتحد للعلوم النووية كعضو منتسب في ٢٠٠٩، الأمر الذى أتاح للمراكزالبحثية و الجامعات المصرية المشاركة في أنشطة التعاون الدولي بالمركز واستخدام تجهيزاته الأساسية والتمتع بمميزات عدة منها سفرشباب الباحثين في منح صيفية وشتوية سنويا وكذلك دعم مشروعات مشتركة ونشر دولي مشترك. وعملت أكاديمية البحث العلمىوالتكنولوجيا على أن يتيح هذا التعاون الفرصة لإعداد وتدريب قاعدة عريضة من شباب الباحثين المصريين فى مختلف التخصصات ذاتالصلة بالمركز، وكذلك إجراء أبحاث وتطبيقات الأمان النووى. ومن الجدير بالذكر أن ذلك المعهد صرح علمي متعدد التخصصات، فهو يتكونمن 7 معامل مجهزة بالمفاعلات البحثية ومعجلات الجسيمات، كما يتكون من العديد من مراكز البحث العلمي النظرية والعملية فى مجالاتالعلوم الأساسية والتطبيقات العلمية الحديثة مثل النانو تكنولوجى والمواد الجديدة والتطبيقات السلمية للطاقة النووية مثل (على سبيل المثاللا الحصر) استخدام البروتونات المعجلة لعلاج الأورام السرطانية فى المخ، وتوليد الطاقة الكهربية من مفاعلات الطاقة النووية والتعرف علىالمواد والعناصر الملوثة للبيئة، وحالياً لدى كل معمل مشروع مشترك مع مصر، خاصة بعد أن أصبحت مصر دولة ملحقة بالدول الأعضاءبالمعهد، فأصبحت الهيئات النووية المصرية حالياً ضمن فريق عمل المعهد.
وأضافت الدكتورة جينا الفقى، المشرف على قطاع العلاقات العلمية والثقافية بالأكاديمية أن التعاون الناجح بين الطرفين يعود الى عام2009 وقد شارك حوالى 238 طالب مصرى من الجامعات الحكومية والخاصة ومراكز ومعاهد الأبحاث فى 11 مدرسة صيفية وشتويةلتدريبهم وتأهيلهم على التقنيات الحديثة في مجال البحوث النووية السلمية. ليوكل إليهم توطين التكنولوجيا النووية في مصر، علاوة على نقلهندسة المفاعلات والفيزياء النووية والمعجلات فى إطار إعدادهم للمشاركة فى المشاريع البحثية.
− كما تم تنفيذ حوالى 92 مشروع بحثى مشترك بين مصر والمعهد، 27 ورشة عمل وندوة ومؤتمر، وسافر 88 عضو هيئة تدريس وباحث إلىالمعهد للمشاركة فى إجراء بحوث مشتركة، وتم إستضافة 15 أستاذا من الجانب الروسى. كما أسفر هذا التعاون عن أكثر من 120 بحثمنشور في مجلات عالمية ذات معاملات نشر عالية، بالإضافة إلى حصول بعض شباب الباحثين على درجة الماجيستير ومنح دكتوراه منألمانيا وانجلترا واليابان وروسيا الاتحادية نتيجة لإشتراكهم في أحد المشاريع المشتركة أو المدارس العلمية المتقدمة التي تنظم من خلالإتفاقية التعاون المشترك بين مصر – المعهد المتحد للعلوم النووية (JINR)
− ومن الخطط المستقبلية للاستفادة القصوى من التعاون مع المعهد وافقت الأكاديمية على إيفاد عدد (2) من طلاب الدكتوراه المصريينسنوياً إلى المعهد لاستكمال أبحاثهم لمدة ثلاث شهور فى إطار إشراف مشترك بين الهيئة المصرية والمعهد المتحد على أن تكون الهيئةالمصرية هى الهيئة المانحة للدرجة، وعلى أن يتحمل المعهد المتحد تكاليف المواد المستخدمة للأنشطة البحثية وتتحمل أكاديمية البحث العلمىتكاليف السفر والإقامة وجارى حاليا الإتفاق على إنشاء معمل افتراضي يعمل على إتاحة الفرصة للطلبة المصريين لإجراء تجارب إفتراضيةفى شتى مجالات علوم الفزياء النووية، بالإضافة إلى فتح قنوات للعمل على استفادة الأطفال فى سن ما قبل التعليم الجامعى (طلبة برنامججامعة الطفل)، لإيفاد خمس طلاب سنوياً لدوبنا للتدريب فى المعهد المتحد وذلك بعد إختيارهم بناءاً على تقييم فى اختبارات الفيزياءوالرياضة.