وثائق أتلف بايدن سريتها وأخرى أوصلها ترامب إلى المراحيض تغري روسيا إعلاميا
مقالة لزهر دخان
إشتبكت المصالح الإعلامية الروسية الرسمية مع حرية التعبير والصحافة الحرة . ولم تتمكن الروسية من عدم ترجمة الأمريكية إلى لغات عالمية منها العربية . لآنها إذا فعلت سوف لن تستفيد بشكل كبير من الأزمات المتتالية التي تغرق بها السياسة الأمريكية المحلية نفسها . وهي تلك المشاكل التي تبدأ في البيت الأبيض ، وينتهي بها المطاف في الكابيتول ومحاكم أمريكا ذات العلو الكبير. ولا تصل هذه المشكلات إلى حيث تريد روسيا . لأن بلاد العمين ترامب وبايدن فيها من الدمقراطية ما يكفي للتنازل عن السلطة سلمياً والمطالبة بها قانونياً .
((بين مرآب بايدن وحاسوب نجله ومرحاض ترامب.. “الوثائق السرية” ملف يهدد رئيسين أمريكيين))
تحت محتوى هذه الأقواس ، كتبت أضخم مؤسسة إعلامية روسية . معنونة الشق الأكبر للأزمة البيضاوية القانونية الأمريكية . عنونة وفق مصالح الأعداء، ممثلة في ثعالب روسيا ككل ، وأقارب بوتن من أهل الكرملين .
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه في روسيا الإعلام الكافي والقادر على زعزعة الأوضاع ، والتلاعب بمصالح الشعب والشخصيات الرسمية والشعبية في أمريكا وكذلك أوروبا . وسبق لشبكة روسيا اليوم مثلاً وأجبرت كل الدول الغربية وعلى رأسهم بريطانيا على إعادة حساباتهم ومضاعفة مزانيات مؤسساتهم الإعلامية . حتى يتسنى لتلك المؤسسات وأهمها هيئة الإذاعة البرطانية مواصلة تقديم خدمة إعلامية غربية. تضمن التكافل الشعبي والإلتفاف الجماهيري حول مؤسسات أمريكا والإتحاد الأوربي. لأن الإعلام الروسي كان قد دمر ثقة الأوربيين بقياداتهم. وإستطاع أن يكون السبب في المطالبة للخروج من عضوية الحلف الأطلسي في بعض دول أوروبا ..
ذكرت فضائية روسيا اليوم في أخر تقرير لها حول الملفات السرية التي عرضها رؤساء أمريكا للخطر . وجاء فيما قالتL(تتشعب أزمة “الوثائق السرية” في الولايات المتحدة بشكل متسارع، وتتحول إلى أداة في الصراع بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في وقت تشهد فيه البلاد تورط رئيسين من الحزبين في هذا الملف)) وكما هو ملحوظ من خلال صيغة النص الروسي الإعلامي .لا توجد فرصة للمهادنة أو لتهدأت الأوضاع . فالأزمة كبيرة وخطيرة وتمثل مدخلاً أخر لدور عرض هوليودية ستعرض فلماً طويل الأمد أبطاله من البيت الأبيض وأسلحتها مرخصة وغير مرخصة ستوجه إلى بعظهم البعض طمعاً في السلطة ورغبة في الإنتقام .
بينما وفي نفس الوقت لم تسكت باقي وسائل الإعلام العالمية. وتحدثت بدورها بنوع من التحميش . غير أن التحميش الدولي الأخر ليس كالروسي . لأن العداوة ليست موجودة أو لنقل ليست بحجم التي تحركها النار التي تشتعل في صدور الروس لأسباب كثيرة .أولها الإحتماء من برد الشتاء وثلج الدائرة القطبية الشمالية .وثانيها ضرورة الغليان لأجل رد العدو أو ردعه .. بينما يبقى الخبر عادياً يتكرر نوعه ومثله في كل فترات الرئاسة الأمريكية . وحدثت حوادث بأخبار مثله بسبب أخطاء جميع رؤساء أمريكا . بل إننا نستطيع القول أن ملف الوثائق السرية هو أقل خطأ يرتكبه رئيس دولة في أمريكا . فلماذا تسعى روسيا لتطويره وإستغلاله إعلامياً . هل العثور على وثائق سرية في مرآب الرئيس الحالي جو بايدن، وفي مكتبه، تعود لفترة تسلمه منصب نائب الرئيس، قبل نحو 5 سنوات، حدث يلزم الأمركيين بممارسة الغباء ليسود محل ذكائهم الدهاء الروسي . أو لأن روسيا تفعل ذلك لأنها تجيد إقتفاء أثر الصهيونية التي سوف لن تسكت بدورها ، حتى تستفيد من بايدن والحزب الديمقراطي في ظل الأزمة التي إستغلتها عندما تخبط فيها سلفه دونالد ترامب والحزب الجمهوري.
الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلى البلاء الحسن حين تلقى النبأ بكونه مقصر ومذنب . وأبدى جاهزيته للتعاون مع القانون. ثم برأ نفسه وأكد أنه لا علم له بالكيفية التي وصلت بها الوثائق بكل أسرارها إلى مكان كان يعمل فيه علناً لا سراً .. وعندما لاحظ إعلام روسيا هدوء بايدن ، وعلم أن النار التي حوله باردة ولن تحرقه . كتب بتضخيم الموضوع وأظهر في تقريره أن بايدن جِدُّ متأزم L(محاولة بايدن التقليل من أهمية الكشف عن الوثائق، وتفسيره للأمر على أنه “قلة انتباه”، لم تكن كافية وسط تلقف الجمهوريين للقضية، ومنحها بعدا سياسيا وجنائيا، وهو ما سبق أن فعله الديمقراطيون إزاء أزمة الوثائق التي عثر عليها في حوزة الرئيس السابق دونالد ترامب.)) وهنا تقول روسيا إعلامياً أن الجُمهوريين هم من تلقفوا القضية. بينما في جميع مراكز صناعة القرار الأمريكية وسيما عند الجمهوريين . الكل يقول أن روسيا تتدخل في مثل هذه الأزمات وتتاجر فيها .وتطيل أمد الصراع ولم تتوقف حتى بعد فرض عقوبات عليها من شأنها أن تعيق الحركة الروسية داخل أمريكا والعالم .
وذكرت فضائية روسيا اليوم عبر الأولاين في تقرير مكتوب أن الأزمة الحالية في أمريكا تذكر الجمهوريون بملف هانتر نجل بايدن(( الذي كشفت تقارير أنه عُثر في حاسوب عائد له نسيه في ورشة إصلاح في مدينة ديلاوير، عام 2020، على عدد من الرسائل الإلكترونية والوثائق المالية التي تبادلها مع عائلته وشركائه، وتسلط الضوء على كيفية إستخدام نجل جو بايدن نفوذه السياسي في ممارسة أعمال في دول أخرى))
بينما الصواب هنا أن لا نقول أن قضية هانتر قد نسيت .لآنها كانت أكبر القضايا على الساحة الإعلامية في الولايات المتحدة قبل ظهور أزمة الوثائق السرية . التي ورد فيها إسم هنتر في عنوان ليفوكس نيوز الأمريكية فيما يلي متنه ((فوكس نيوز: نجل بايدن كان يدخل بحرية للمرآب حيث الوثائق السرية)) وبهذا العنوان كانت فوكس نيوز تتسائل عن إمكانية إنتقال تلك الأسرار من صفحات الوثائق السرية إلى رأس هنتر أو حقيبة أوراقه أو حواسيبه الشخصية ونقاله الذكي ..
وحول هذا الموضوع قالت روسيا اليوم ((وجرى الربط بين كشف الوثائق في مرآب بايدن، مع ملف نجله، حين كشفت تقارير إعلامية أن هانتر كان يستطيع الوصول لمرآب المنزل في ويلمنغتون، الذي عثر فيه على الوثائق السرية.))
بينما أراد أعضاء في الكونغرس من نواب الحزب الجمهوري الإسراع في إجراء تحقيق قد يكشف المستور في ملف بايدن الإبن . ويرى إلام روسيا أن هذا متاح ((خاصة بعد سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب، وهو ما سيكون له تداعيات سياسية سلبية على بايدن.))
ولا نستطيع طبعاً أن نلقي بكل اللائمة على روسيا فيما يخص ما يحدث في أمريكا . وإذا فكرنا بجدية وإنسانية وعدالة، لرأينا أن الجميع في الولايات المتحدة يستحق العقاب والعزل .والسبب هو أن الإدارات الأمريكية ترتكب كبريات الجرائم سنوياً . ومنذ أمد طويل وهذه الجرائم لا تعجز الأمركيين. لأنها ضد شعوب تكن لها الولايات المتحدة برمتها الكراهية النتنة . وخدمة لتلك الروح الأمريكية الشريرة يسكت الرأي العام الأمريكي ولا يتكلم إلا إذا كان المكروه هو حظه من الإصابة . وهذا ما تعرفه روسيا ولا يخفى عنها وقد كانت تدعمه وتتستر عليه إبان سنوات تحالفها مع الأمركيين . ولم تتخلى عن دعمها للكراهية النتنة الأمريكية إلا عندما طوقها الغرب بقيادة أمريكا بأكثر من 11 ألف عقوبة ..
وعند الجمهوريين تبقى القضية تشكل فرصة غير ذهبية. ربما عندما تستغل بالتعاون مع أعداء بايدن تصبح ذات نتائج تخدم مصالح الحزب . وأبرز مصالحه العودة السريعة للبيت الأبيض . لذا نجد أن النائبة الجمهورية ، مارجوري تايلور غرين ، طالبت بتشكيل لجنة للتحقيق مع أهل بايدن، بل أكثر من ذلك طالبت بعزل الرئيس.
أما ترامب فقد وجد في القضية فرصة لإعادة الإعتبار لمنزله المداهم سابقاً. من قبل *أف بي أي * وبمجرد ما أبلغ بتجاوزات بايدن المطابقة لأخطائه .وللتهم الموجهة إليه طالب مكتب التحقيقات الفيدرالي بمداهمة منازل بايدن، بل حتى البيت الأبيض. وهنا يظهر التطرف في تصرفات ترامب من جديد كأنه لم يتب . ولم يتطهر من رجز التحريض على مداهمة وإقتحام مؤسسات ترفعها الحصانة إلى مرتبة القدسية .. ولآن ترامب يقصد التأثير على المتطرفين في أمريكا وقيادتهم تحت الرايتين الترامبية والجمهورية . ربما سوف تكون هذه القضية وقضايا أخرى كما يحلم الإعلام الروسي ضد الحلم الأمريكي . أي ستكون هي الفتيل الذي سيشعل قنابل ليست موقوتة . ولكنها مدفونة بإهمال مقصود داخل الولايات المتحدة وهي من مخلفات فترة الميز العنصري وقد ظهرت إحداها وإنفجرت ، وهي القنبلة جورج فولويد الذي قتل بطريقة بيضاء عنصرية .