هوليوود الشرق
بقلم عبير مدين
تابعت المهرجانات السينمائية المصرية على مدار أعوام حتى اعلم الجدوى من إقامتها ومع بدأ فعاليات مهرجان الجونة بالغردقة هذا العام وجدته لم يختلف عن غيره من المهرجانات السابقة، تصادفني أخباره وانا أتجول بين المواقع الإخبارية
فأتعجب لإنني اعتبر أضواء مهرجان الجونة وغيره من المهرجانات المصرية كذبة للتغطية على سوق نخاسة لكن بمنظور حديث حيث يتم استدراج الفنانات لعرض أجسادهن بدعوى أنها الطريق الى مزيد من الشهرة ولفت نظر المنتجين و المخرجين سواء من مصر أو من خارجها فتكون خطوة نحو العالمية
ويأتي الفنانين الذكور على جناح الدعوة ولا بأس من بعض التكريمات لروح فلان و فلانة
الغرض الأساسي من المهرجان استغلال لحوم البشر لجني الأرباح للشركات الراعية و اصحاب الفنادق و صاحب هذا الفرح حيث تنهال عروض القنوات الفضائية لنقل الحفل و استغلال الإعلانات لتغطية ما تم إنفاقه مع مزيد من الأرباح
وتعيش النجمات في نشوة النجاح المزيف و يدخلن مباراة من منهن أكثر إثارة واستطاعت أن تكسب الترند
ومع السهرات اللطيفة والضحكات تمر ايام المهرجان وبضع جنيهات تلقى في خزينة الدولة بإسم الضرائب فهل علق بذهن أحدكم اسماء افلام المهرجان على اعتبار أنه مهرجان سينمائي؟! لم يعلق باذهان الغالبية غير فساتين و لحم معروض لمن يستغله في عمل فني، ولأن معايير الاختيار أصبحت مساحة ما يكشف الفستان فإننا لم نسمع عن نجمة شباك حتى اليوم رغم الأسماء الكثيرة والأفلام العديدة
والمشاهد عبر القنوات الفضائية منقسم بين
* مشمئز من هذا العري ويصنف جاهل ومتخلف وضد التطور
* معجب وهذا يصنف انسان متحضر بغض النظر عن هل أثارت تلك المناظر شهوته ام لا
* أما الغالبية فتلعن الفقر والحرمان وترى أن هولاء دولة داخل الدولة
على خلفية هذا المهرجان وغيره من المهرجانات هناك أسئلة تفرض نفسها عزيزي المتحضر هل توافق أن ترتدي ابنتك او اختك او زوجتك تلك الملابس الحديثه؟
وهل العري تحضر ؟ لو كان العري تحضر لسبقتنا البهائم و لو كان رقي لكان أولى به القديسين و الأولياء الصالحين
هل يمكن لتلك الشركات الراعية التي تدعي أنها تدعم التقدم والرقي أن تقيم مهرجان للمبدعين و الموهوبين و الحرفيين؟
بالتاكيد لا لأن لا إغراء في الموضوع يجذب الأرباح لترتفع أرصدة البنوك
دعم التطور والتقدم يكون عن طريق استصلاح الأراضي الزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، مساندة الشباب في إقامة المشروعات وتقديم يد العون لهم أو بإقامة مشروعات إنتاجية لانخفاض نسبة البطالة و فتح باب التصدير لغزو الأسواق العالمية
دعم التطور والتقدم يكون عن طريق التبرع ببناء مدارس أو تجهيزها، عن طريق مساندة الفقراء والمرضى أو حتى عدم استغلال حاجة العمال للمال فتبخس أجورهم، دعم الدولة يكون عن طريق دعم المواهب و المبدعين وعدم دعم الاسفاف وتقديم اعمال جيدة حتى يظهر اسم مصر بصورة لائقة
فطوال سنوات لم تصل واحدة من فنانات مصر للعالمية رغم الفساتين البراقة و المكشوفة ولم نحصل على نوبل في الأدب ولم يفز فيلم واحد بجائزة في مهرجان عالمي
البس ما تشاء لكن الموهبة الحقيقة لن تحتاج إغراء منتج أو مخرج سوف تفرض نفسها بقيمتها الفنية وسوف تصل إلى العالمية ونستطيع عند إذ أن نقيم مهرجانات لعرض اعمال فنية تستحق أن تدخل تاريخ هوليود الشرق لا أن نعرض لحوم فقط