بقلم / محمود علام
تتجدد الأوطان بعزم قادتها وحكامها وبقدرات مواطنيها على مواكبة الأزمان وعبور كل مراحل العصور بثقة وفي أمان…
هذه عبارة جامعة لمعان متعددة ترد على الذهن ونحن
نتحدث عن مناسبة عزيزة على قلوب بلد شقيق يقف اليوم شامخا على مشارف العام التسعين لنشأته وتأسيسه على أيدي عظماء كان لهم في تاريخ الإسلام مكانة وفي حركة امة العرب دور وتأثير وريادة.
عن اليوم الوطني للمملكة نتحدث في مشاركة من بعيد لأرض لها في القلوب خير رصيد ..
يجعلها دائما موضع محبة واحترام وتبجيل من الجميع.
ويكفيها ويكفينا فخرا بحاضرها وماضيها انها أرض الحرمين الشريفين
حيث تتجه كل الأرواح والنفوس والقلوب إلى اقدس بقعة تضمها حيث الكعبة المشرفة التي هي قبلة المسلمين في صلاة وفي حج
هما من فرائض الإسلام التي تجمع كل المسلمين في مواقيت معلومة وثابتة مهما انقضت عصور او اختلفت أزمان او تبدلت أقوام.
ونعود الى عنوان المقال وقد حمل ذات الشعار
الذي تم إطلاقه بمناسبة احتفالية وطن ينعم برخاء وازدهار
بذكرى يوم التأسيس الذي أصبح في كل عام وكل يوم علامة على التكريس لنجاحات وطن تتصاعد آماله وتزدهر طموحاته وأحلامه مع كل خطوة يخطوها نحو مستقبل هو الشغل الشاغل لقادته وحكامه.
أن شعارا يقول “همة حتى القمة”
هو اصدق تعبير عن أمل متجدد لوطن يمتلك قدرات مادية وبشرية ودوافع معنوية مسخرة كلها من أجل تطوير الحاضر وصياغة مستقبل واعد .
وفي يقيني ان هذا الشعار الذي ترفعه المملكة اليوم يجب ان يكون شعار أمة العرب في كل يوم حتى يأتي ذلك اليوم الذي يستعيد فيه العرب من الخليج الى المحيط أمجاد ماض عريق وأن يكون هذا الشعار هو الدليل الأوحد على الطريق وهو الامل الذي يتردد صداه في نفوس الجميع.
واسمح لنفسي اليوم ان افتح خزانة الذكريات التي يحتفظ بها ذهن كهل مثلي حول المملكة التي تشرفت بزيارتها لأول مرة قبل 37عاما في رحلة برية عبورا لأراضيها المباركة ومرورا إلى مدينة العقبة الأردنية ومنها بحرا إلى مدينة السويس المصرية قبل ان تتحرر أرض سيناء بالكامل في العام التالي فعبرناها انا واسرتي من الغرب إلى الشرق وصولا إلى السويس مدينة الصمود في حرب أكتوبر المجيدة التى شهدنا فيها عبورا من الغرب إلى الشرق من أجل تحرير الأرض.
ولا تزال جولتي البرية الأولى داخل المملكة محفورة في الذهن بكل مشاهدها ومواقعها…
من نقطة بداية رحلتي في إمارة الفجيرة بدولة الامارات* مرورا بمناطق عدة اذكر منها
الجوف والمفرق وسكاكة ودومة الجندل وتبوك وحتى حقل الدرة على حدود الأردن القطر الشقيق.
وتكررت الجولة البرية في العام التالي ثم تلتها بعد سنوات رحلة الحج التي
أتاحت لي زيارة المدينة المنورة قبل التوجه الى مكة المكرمة لأداء المناسك التي قدر الله لي زيارتها قبل شهور في رحلة عمرة نظمتها جمعية الصحفيين الاماراتية في أوائل شهر يناير من العام الحالي 2020.
وهنا أتوقف أمام مقارنة بين زيارتين بينهما ما يعادل عمر جيل مضافا إليه أربعة أعوام اي فترة تقدر بسبعة وثلاثين عاما هي الفارق بين عامي 1983 وعام 2020.
ان وقفتنا المقارنة يشهدها ويشهد بها ولها كل زائر للبيت العتيق في مكة المكرمة حين يشهد بالفعل مايستحق المقارنة بين أمس واليوم وبالطبع في كل غد بإذن الله … وهو ما يشير بوضوح الى ما يوليه قادة السعودية للأماكن المقدسة من
اهتمام بالتطوير ودوام الاعمار والتجديد وبتكاليف ضخمة من اجل التيسير على الحجيج الذين ياتون من كل فج عميق لأداء فريضة كانت وستظل إلى ابد الآبدين آملا يراود كل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
فليحفظ الله أرض الحرمين الشريفين ويبارك شعبها ويسدد خطى قادة المملكة في خدمة الأمة الإسلامية وفي رفعة شعوب أمة العرب تحت مظلة شعار ” همة حتى القمة… للوطن وللأمة ” من أجل أجيال تنتظر الغد المشرق بكل تفاؤل وفخر وعزم في أداء المهمة .
كاتب صحفي مصري مقيم في دولة الامارات
— كتب – محمود علام