كتب : عبده الشربيني حمام
تداولت مواقع إعلاميّة عربيّة مستجدّات مشروع المصالحة الفلسطينية، هذا المشروع الذي بادرت قيادات عن حركتيْ فتح وحماس بإطلاقه في زمن غير بعيد. المصالحة الفلسطينية مشروع تعثّر لسنوات، انتظره الشعب الفلسطيني لفترة زمنيّة طويلة. الآن هناك بوادر حقيقيّة لتوحيد الساحة الفلسطينية رغم التحدّيات الضخمة التي تواجه هذا المشروع الذي لا يزال في مهده.
بالعودة قليلًا إلى الوراء، كان التهديد الأكبر الذي يواجه الساحة الفلسطينية –باستثناء الانهيار الاقتصاديّ نتيجة فيروس كورونا- هو المشروع الأخير الذي أطلقه الكيان المحتلّ، فمع انتخاب الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وعد بنيامين نتنياهو الإسرائيلييّن بالاستيلاء على حواليْ ثلث أراضي الضفّة الغربيّة وغور الأردن. هذا التحدّي الحقيقيّ دفع الساحة الفلسطينية للجلوس إلى طاولة الحوار وبحث خطّة سياسيّة لتجاوز الأزمة المتواصلة لأكثر من 13 سنة، وتحديدًا منذ افتكاك حماس السلطة في قطاع غزّة.
في السّنوات الماضية، حاول أكثر من وسيط الدّفع نحو تحقيق المشروع المنشود: مصالحة فلسطينية شاملة، إلّا أنّ جميع المحاولات باءت بالفشل. يعتقد البعض اليوم أنّ هذه المحاولة مختلفة عن سابقاتها، في حين يرى آخرون أنّها مسألة وقت فحسب لكيْ يفشل المشروع. ورغم اتفاق حركتيْ فتح وحماس على تنظيم انتخابات فلسطينية موحّدة في غضون ستّة أشهر فإنّ هناك حديثًا عن خلافات واقعة بين الحركتيْن حول بعض الملفّات السياسيّة الحسّاسة مثل ملفّ المقاومة، وحسب بعض التحليلات الشائعة، فإنّ فتح لا تُريد السماح لحماس بالدخول إلى الضفّة الغربيّة ممّا قد يدفعها لإلغاء الانتخابات خوفًا من تغلغل حماس المدعومة من تركيا في الضفة وتفخيخها بالخلايا العسكريّة والأسلحة غير القانونية.
لا يزال الطريق طويلا أمام فتح وحماس وباقي الفصائل الفلسطينية. يرجو الفلسطينيّون أن لا تضيع الطبقة السياسيّة اليوم فرصة ثمينة لتجاوز الماضي، فقط إذا صحّت نيّة الساسة في توحيد الشعب الفلسطيني.