هل يعيد التاريخ نفسه ؟
بقلم اللواء / طارق الفامي .
في عام ١٩٧٩ إنضمت القوات السوڤيتية الي الحزب الشيوعي الأفغاني في حربه للسيطرة على الحدود الأفغانية وتأمين إحتياطيات النفط والتي إستمرت عشرة سنوات حتي عام ١٩٨٩ تكبد خلالها الإتحاد السوڤيتي خسائر فادحة في الأرواح والمعدات والإقتصاد بالرغم من الركود الاقتصادي للإتحاد السوڤيتي في هذا التوقيت .
وكان الهدف من هذه الحرب أيضاً هو دعم الحكومة الأفغانية الصديقة للإتحاد السوڤيتي من هجمات الثوار الرافضين للإتحاد السوڤيتي آن ذاك .
وكانت بعض الدول تدعم هؤلاء الثوار والذي أطلق عليهم مسمى المجاهدين الأفغان وكانت أمريكا علي رأس هذه الدول حتى تم خسارة الإتحاد السوڤيتي هذه الحرب أمام المجاهدين الأفغان .
فقد كان من أسباب إنهيار الإتحاد السوڤيتي وخسارته الحرب الباردة هو هزيمته في أفغانستان وإنسحابه منها عام ١٩٨٩ .
وهذا ما نراه اليوم يحدث في فلسطين وكيف تدعم أمريكا إسرائيل وأوكرانيا وتقدم لهما السلاح و المال والدعم السياسي .
كما نشاهد اليوم كيف تستعد أمريكا للتدخل عسكرياً لمساندة إسرائيل عسكرياً من خلال أساطيلها وحاملات طائراتها الموجودة الآن في المنطقة العربية ( الشرق الأوسط سابقاً ) وأيضاً من خلال قواعدها العسكرية المنتشرة في المنطقة للقضاء على المقاومة الفلسطينية التي تسعى لتحرير فلسطين من الإحتلال الإسرائيلي وإقامة دولتهم فلسطين .
كما تساند أمريكا أوكرانيا وتدعمها ماديا وعسكرياً وسياسياً في حربها ضد روسيا .
مما جعل إسرائيل وأوكرانيا يخوضان حرباً بالوكالة لبقاء الهيمنة والسيطرة الأمريكية على العالم .
إن أمريكا تستخدم إسرائيل وأوكرانيا لخوض الحرب بدلاً منها بشكل مباشر .
فأمريكا هى المستفيد من هذه الحروب بالوكالة لبقاء هيمنتها و سيطرتها على العالم .
إن الحرب في فلسطين والممثلة في قطاع غزة بين المقاومة وإسرائيل المحتلة لفلسطين والمدعومة من أمريكا وصبيانها من حلف الناتو والإتحاد الأوروبي هى حرب مصيرية لأمريكا .
أيضاً الحرب الروسية الأوكرانية هى حرب مصيرية لأمريكا .
إذا خسرت فيها أوكرانيا أمام روسيا و إذا خسرت فيها إسرائيل وإنتصرت المقاومة فهذا معناه خسارة أمريكا وتقليص هيمنتها و سيطرتها على العالم وإنهيار النظام العالمي القائم الآن على الظلم والفساد والكيل بمكيالين ليحل محله نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب يسعى لإقامة العدل ومحاربة الفساد وتسعى كل من روسيا و الصين لتحقيق هذا النظام العالمي الجديد .
لذلك فإن الدعم الأمريكي الغير محدود للحرب في أوكرانيا وإسرائيل أمر حتمي بالنسبة لأمريكا بل ومصيرى حيث يجب أن تنتصر كل من إسرائيل وأوكرانيا في هذه الحرب وإلا هزيمة كلاهما أو إحداهما تعتبر هزيمة لأمريكا .
فهل تنتصر المقاومة الفلسطينية وتسقط أمريكا كما أسقط المجاهدين الأفغان الإتحاد السوڤيتي ويعيد التاريخ نفسه .
هذا ما سوف تجيب عنه الأيام القليلة القادمة . ( طارق الفامي ) .