هل تملك مصر رجال أعمال وطنيين ؟
بقلم د/وجيه الغبورى
قطعاً لا ، فرجل الأعمال الوطني هو ما يوازن بين تحقيقه للربح وبين الإيمان بتقدم وطنه أو على أقل تقدير تكون له مساهمات فعلية في تحديث إقتصاد هذا الوطن وتقديم المشورة إن اقتضت الحاجة ، لكن وعلى مدار عقود تحول رجال الأعمال المصريين إلى أرباب أموال فقط لا يهمهم غير الأرباح السريعة والعاجلة واستغلوا في هذا التسهيلات التي تقدمها الدولة خاصة مع تزاوج رأس المال مع السلطة ، أغلب رجال الأعمال المصريين يميلون للإستثمار الخارجي الآن وما يستثمرونه داخلياً هو قطرات قليلة من أمطار أرباحهم الخارجية ، هناك عقيدة صينية اسمها عقيدة “غوانسكي” وهي العقيدة المجتمعية التي بنت عليها الصين كل شيء وهي استغلال الفرد في تحقيق أهم منفعة للدولة على أن تتعهد الدولة بتوزيع عادل للربح بين الجميع بعد ذلك وهي العقيدة المعتمدة أيضا على أن يستثمر المواطن الصيني علاقاته الشخصية مع غير الصيني في تحقيق هدف من أهداف الدولة سواء كان هذا الهدف مخابراتي أو اقتصادي فهل يفعل رجل الأعمال المصري شيئا من هذا ؟ بالقطع لا أيضا ، بل على العكس سنجد رجل أعمال مثل نجيب ساويرس لا يكف عن انتقاد الوضع الاقتصادي الداخلي رغم أنه من أكبر المستفيدين منه هو وإخوته رغم أن هذا الوضع الاقتصادي هو ما أسس عليه آل ساويرس امبراطوريتهم ، يمكن أن نعد عشرات الأمثلة وغيرهم ممكن كونوا ثروات طائلة تتجاوز المليارات وكل ما قدموه للوطن إما قنوات تلفزيونية تخدم النظام من باب التطبيل أو مهرجانات فنية وغنائية من أجل الترفيه المجتمعي ومن المفارقة أن تلك المهرجانات قاصرة أيضا على النخبة ولا تخاطب غير فئة بعينها ، لماذا لايقوم رجال الأعمال فى مصر باستصلاح الاراضى وزراعة قمح وذره وعباد الشمس لسد عجز الدوله فى السلع الاستراتيجية دى الإقتصاد العالمي الأن قائم على المشاركات الوطنية ويمكن أن تشاهد هذا في سنغافورة وماليزيا وأندونيسيا بل وفي الغرب أيضاً ، فرجل الأعمال الغربي يخصص أكثر من خمسين في المئة من ثروته للأعمال الخيرية وهي نسبة تتجاوز مليارات الدولارات ، في العالم الآن يتوقف رجل الأعمال عن التفكير في المال فقط ويتوقف عن التكديس ويحاول أن يكون مساهمًا في حل المشاكل المجتمعية ، في العالم الآن يقدم رجل الأعمال الجانب الإنساني منه حتى لو كان هذا من باب ( المظهرة) ولكنه يضع حلولا فعلية للعديد من المشاكل، في العالم هناك رجال أعمال وطنيين توقفوا منذ فترة طويلة عن الجشع المادي فقط أما في مصر وللأسف لا يزال رجل الأعمال يفكر بمنطق السبعينات ومن خلال رؤية إقتصاد السادات ( اللي ميغناش في عصري مش هيغنى طول عمره ) وهو المبدأ الذي سمح بظهور الجشع الاقتصادي لدى فئة بعينها وهي الفئة التي استغلت ولاتزال تستغل كل شيء .