عبده الشربيني حمام
لا حديث يشغل الشارع الفلسطيني هذه الأيام سوى تطورات ملف المصالحة الذي شرعت حركة التحرير الفلسطيني فتح ممثلة في امين سرها جبريل الرجوب في التفاوض فيه مع حركة حماس في خطوة تهدف أساسا الى توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة التحديات المرحلية التي تعيشها القضية الفلسطنية .
العديد من القراءات حذرت من أي اتفاق يمنح حركة حماس المعروفة بارتهانها لاكثر من جهة أجنبية على رأسها النظام التركي قد يجعل سيناريو انقلاب غزة صيف 2007 ممكن الحدوث في الضفة الغربية .
هذا و قد تداولت بعض صفحات التواصل الاجتماعيّ وبعض المواقع الإخباريّة في فلسطين انتقادات أعضاء داخل حركة حماس لـ”الظروف” المحيطة بمشروع المصالحة الوطنيّة الشاملة، وتحديدًا المصالحة بين فتح وحماس، هاتان الحركتان اللتان عاشتا صراعًا طويًلا أدّى لانقسام كبير في الساحة الفلسطينيّة عنوانه الضفّة الغربيّة من جهة وقطاع غزّة من جهة ثانية.
لم يكن من السّهل على الحركتيْن التوجّه نحو خيار المصالحة، خاصّة وأنّ الخلافات بينهما لم تهدأ مؤخّرًا وربّما تضاعفت في الآونة السابقة للإعلان الرسميّ عن انطلاق مسار المفاوضات بين الحركتيْن. وبقراءة بسيطة للسياق السياسيّ والظروف التي انطلق فيها هذا المسار، من الواضح أنّ إعلان الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو عن مشروع الضمّ قد غيّر قواعد اللعبة السياسيّة في فلسطين، إذ لم يعد من بُدّ للسلطة برام الله الإبقاء على علاقات مع إسرائيل التي كانت تنوي حيازة حوالي ثُلث أراضي الضفة الغربيّة.
وبالعوْدة إلى الانتقادات المتداولة مؤخّرًا، يعتقد بعض أعضاء حماسالمدعومينمن تركياو قطر، أنّ المسار السياسيّ الحاليّ على خلاف ما يبدو ظاهريًّا مسار غير صحّي لأنّه لا ينبع من رغبة حقيقيّة للمصالحة وتجاوز خلافات الماضي وأنّ الظروف السياسيّة هي التي دفعت بالحركتيْن نحو هذا التوجّه، لذا يتجاهل الطرفان الخلافات العميقة في وجهات النّظر و”يهربان إلى الأمام” على حدّ تعبير البعض.
يُعلّق الكثير من الفلسطينيّين آمالا حقيقّة على مشروع المصالحة، في المقابل يحاول آخرون التعقّل وعدم التسرّع في عقد آمال حتّى لا يُصاب هؤلاء بخيبة أمل كما حدث أكثر من مرّة سابقا. هل تتغيّر المعادلة السياسيّة بشكل جذريّ هذه المرّة في فلسطين أم أنّ الحديث عن المصالحة مجرّد زوبعة في فنجان؟