هل الإصلاح في الإقالة ؟!
بقلم/ ثناء عوده..
سؤال تبادر إلي ذهني بعد كل إقالة، إلى أي من الوزراء، وبالأخص في الوزارات، التي لها أثر مباشر على المجتمع.
وهنا وبالأخص، أود الإشارة إلى وزارة التربية والتعليم،
هل إقالة الوزير هي الحل لما أل إليه التعليم في مصر؟
فهذا منهج عقيم في التفكير، فالإصلاح يأتي من منظومة بأكملها، وليس في إقالة وزير وتعين وزير أخر.
فهذا تراث سنين من التراكمات في التعليم، منذ عقود وهو في حاله لا يرثي لها، ومن سيئ إلى أسوأ، حتى وصلنا إلى الهاوية.
فما ذنب هذه الأجيال لما أل إليه التعليم ؟ومن المسؤول؟
هل يتحمل طارق شوقي بمفرده كل هذا الكم الثقيل، والفكر العقيم؟
أم أنه هناك منظومة بأكملها مسئولة سياسياً، واجتماعيا، لما نحن فيه الآن من تردي المنظومة التعليمية برمتها .
من طلبة، ومعلمين، وأولياء أمور، فمن المسئول؟
بكل تأكيد ليس طارق شوقي بمفرده، هو من يدفع ثمن الإنهيار والتردي هذا !!
فأين خبراء التعليم من التطوير ؟
فأين هم من ممارسة دورهم التربوي والتقني من الإصلاح ورسم خارطة طريق للنهوض بالمستوي التعليمي ؟
وأين النواب من ممارسة دورهم التشريعي والرقابي علي المنظومة التعليمية ؟
أين هم من مساءلة الوزير لكل القرارات الغير منطقية، والتي تنم علي انها غير مدروسة، وغير مخططة بالمرة.
والتي أدت إلى نتائج كارثية، من التدني للمستوى التعليمي، ولا اخفيكم سرا، والمستوى الأخلاقي، لكل أطراف المنظومة التعليمية برمتها.
أين الإدارة السياسية، من متابعة الوزارة، على مدار تولي، طارق شوقي الوزارة، فهل تمت مناقشتة، في الخطط المستقبلية، ورؤيتة لإصلاح التعليم، فهل لم يقرأوا نبض الشارع، وكل الإنتقادات التي أحاطت بالوزير، وبقراراتة.
فهل لم يلمسوا أنين المعلمين، ولا أهات الطلبة، وأولياء أمورهم، فيما ألت إليه العملية التعليمية.
فهل يتم تطوير التعليم بمجرد أن يأتي وزير يدلو بأفكاره، ليتم تطبيقها فور توليه المنصب، ويبدأ من قمه الهرم التعليمي؟
أم يتم بناءاً، على خطط مستقبلية طويلة المدى، ويتم تطبيقها من قاعدة الهرم وليس من قمته.
فكيف يتم التلاعب، هكذا بمصير أولادنا، فهل كانوا فئران تجارب؟
هل القيادة السياسية، أدركت أخيرا دورها المحوري، في أهمية الرقابة ذاتيا، على مستوى المنظومة التعليمية، أم تطبيق نفس المنهج العقيم في إدارة العملية السياسية، لتهدئه الرأي العام، منهج ( شالوا ألدوا وجابوا شاهين ).
ويتم استنزاف كثيراً من الوقت، في تجربة أخرى غير مدروسة، ليتحمل توابعها أبنائنا الطلاب، وأيضاً أولياء أمورهم.
فماذا بعد إقالة الوزير؟
وإلي أين نحن ذاهبون؟
فلا نحن طورنا، ولا نحن منعنا الغش، ولا منعنا الدروس الخصوصية!!!
بل العكس صحيح، فقد أضفنا علي كاهل أولياء الأمور بجانب عبء الدروس الخصوصية،عبء المنصات التعليمية الخاصة بالوزارة ، والتي لا تغني ولا تسمن من جوع.
فقد جعلنا من الوزارة والمدارس التابعة لها ، سنتر كبير اجباري .
نداء أخير إلي خبراء التعليم، أين خططكم طويلة المدي، لتطوير المنظومة التعليمية، لخلق جيل جديد، قادر علي الابتكار والإبداع، دون إضافة أعباء أخري، علي كاهل أبناءنا، وأولياء أمورهم، سواء أعباء مادية أو معنوية.
فكفاكم التلاعب بأحلام وطموحات أبناءنا، فقد سئمنا.
فإقالة الوزير ليست هي الحل !!.