كتب : سعيد الشربينى
هل أجرم محمد رمضان عندما أعلن عن دعوته للتطبيع مع أسرائيل؟
تعلمنا من أجادنا وأبائنا وفى مدارسنا ومن قراءة سطور تاريخنا أن اسرائيل الصهيونية هى العدو الابدى الحقيقى المعتدى والمغتصب لنا وللأمة العربية جميعها .
فأسرائيل ومنذ وعد بولفور وهى تمثل الخلاية السرطانية فى جسد العرب والامة العربية بأثرها .
وبدأت فى مشروعها الاستطيانى والعدوانى على كافة البلاد العربية وعملت على اضعافها وتفككها من أجل تحقيق حلمها الابدى المنشود .
فكانت حرب 48 بداية حقيقية للأعلان عن دولة جديدة بمنطقة الشرق الاوسط ذات سيادة ونفوذ . وأصبح يدافع عن وجودها الوبى الصهيونى العالمى ممثلآ فى الولايات المتحدة الامريكية .
فبعد سقوط فلسطين وهى الغاية الاسمى واولى أهدافهم حيث معتقاداتهم الخرافية بوجود الهيكل السليمانى أسفل المسجد الأقصى .
أما اهدافهم العدائية والاستطينية والاحتلالية قائم جنبأ الى جنب مع معتقداتهم . وكان لمصر تحديدآ النصيب الآكبر لدفع هذا العدوان وأن تكون هى وحدها الحصن الحصين وخط الدفاع الاول عن كافة البلاد العربية فخاضت ضد هذا الكيان الصهيونى عدة حروب بداية من حرب 48 نهاية بحرب 73 قدمت خلالها العديد والعديد من التضحيات وازهقت على تراب أراضيها مئات الآف من دماء أبنائها الذكية . ومازالت ومن أجل ذلك والتاريخ مليئ بالبطولات والتضحيات التى قدمها أبنائها من الجنود والضباط من القوات المسلحة أو أبائها من الشرطة والفنانين والادباء والاعلاميين والرياضيين .
كل ذلك قد رسخ فى عقيدتنا أجيال خلف أجيال بأن اسرائيل هى العدو الابدى لنا .
ولكن دعونا ننظر الى الواقع الفعلى من حولنا وما هو عليه الحال لأمتنا العربية والممثلة تحت قبة الجامعة العربية .
ونسترجع قليلآ قراراتها ومواقفها ومدى تأثيرها على كافة الانتهاكات والخروقات للقوانين الدولية واستمرارها المستميت والقائم لبناء المستوطنات والتهام الاراضى العربية كافة وأمام مرئ ومسمع من العالم أجمع منذ 48 وحتى الان .
فلا نجد فى قاموس الجامعة العربية الا بعض الجمل والعبارات والكلمات التى تؤكد بالدليل القاطع حالة اللين والميل الى التطبيع مع اسرائيل على اعتبار انه السبيل الوحيد لخروج بعض الدول العربية من عنق الزجاجة وكسب الكيان الامريكى بجانبهم والحصول على صك البقاء بسدة الحكم
فقد صدرت لنا جامعة الدول العربية عبر عصورها كلمات وعبارات وجمل لا تأثير لها الا على رؤساء الدول العربية المجتمعة تحت القبة عبر كل انتهاك أو عدوان تقوم به اسرائيل
فكلمات – الشجب-الادانة – الرفض الموقف الثابت – الشرعية الدولية – وعلى اسس اتفاق اسلو … الخ – ما هى الا أسماء انزلتموها أنتم وآبائكم ما أنزل الله بها من سلطان .
وقد أدى ذلك الضعف والاهانة والرعونة وتغليب الخاص على العام الى حالة التطبيع التى أصبحت واقعآ لاينكره أحد للكثير من الدول العربية بل معظمها ولكن هناك من الدول التى أعلنت عن التطبيع صراحة ومنهم من يحاول تغيب الشعب من حوله ثم تحدث المفاجئة والاعتراف بالواقع الذى نجحت اسرائيل فى أن تفرضه على العرب جميعآ
وما الضير فى ذلك ؟ فما فعله الممثل – محمد رمضان – ما هو الا اعلان صريح لبدأ التطبيع الفعلى مع اسرائيل فمن وجهة نظره بأن التطبيع الفنى والاقتصادى والاجتماعى وكافة المجالات لا يتعارض مع المعتقد أو التطبيع العسكرى .
وما دام هذا التطبيع سيعود بالنفع الاقتصادى والاجتماعى دون المساس بالثوابت والاصول وهذا يراه بأنه ليس ببعيد بل هو قائم بالفعل ولكن غير معلن
مؤكد : من خلال الصور والفديوهات بأن حالة التطبيع التى يعلن عنها هل كانت فى مغفل عن الدولة ؟ أم هى وليدة اللحظة ؟ ولو كانت كذلك فهذا يؤكد بأننا نحتاج الى المزيد من الشفافية
والسؤال هنا :
هل ما دعى اليه الممثل – محمد رمضان – بدعة ؟ أم فجأة ؟ أم صراحة ووضوح وشفافية
وهل : مثل ذلك جرم وطنى يحق لنا محاسبته واعلان الحرب عليه ؟
وما هو التطبيع فى مفهومه الحقيقى وما الهدف منه ؟ وهل يعمل على التخلى عن العقيدة الوطنية ؟
وهل خرجت الدول العربية عن عقيدتها بعدما قامت بالتطبيع مع اسرائيل ؟ ولماذا لم نعلن عدائها لنا ؟
وهل كان النبى صلى الله عليه وسلم : غير واعي أو مدرك أو دعى الى تغير معتقده وعقيدته بعدما تبادل مع الكفار التجارة والصناعة .. الخ ؟
حقيقة نحتاج الى مراجعة انفسنا ونغير من مفهيمنا ونتعامل مع الواقع الدولى والزمنى على الارض ؟ نحتاج الى تطبيع يتفق مع مصالحنا وأهدافنا دون المساس بعقيدتنا ومعتقداتنا
حمى الله مصر شعبآ وجيشآ وقيادة من كل مكروه وسوء