هضبة الجولان مفتاح الحلم الصهيوني
بقلم عميد اح دكتور / تامر مكاوي
صرح رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي عقده منذ أيام، إن سيطرة إسرائيل على مرتفعات الجولان “تضمن أمن وسيادة إسرائيل “، مضيفًا أن “الجولان سيكون جزءًا من الدولة إلى الأبد والتى احتلتها القوات الإسرائيلية خلال حرب عام 1967. فبعدما فر السكان العرب السوريون من المنطقة أثناء الصراع ، و إبان فشل سوريا لاستعادة الجولان عام 1973. وقعت كلا الدولتين في عام 1974 هدنة، وأُنشئت قوة مراقبة تابعة للأمم المتحدة للإشراف على وقف إطلاق النار بين الجانبين . وفي عام 1981، أعلنت إسرائيل ضم الجولان واقامت بها المستوطنات الإسرائيلية .لاحقًا، أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 497، الذي أكد أن مرتفعات الجولان أرض محتلة، وأن ضم إسرائيل لها “باطل ولاغٍ ولا يحمل أي أثر قانوني دولي”.وخلال أربعة عقود من الاحتلال الإسرائيلي لم يعترف المجتمع الدولي بأحقية إسرائيل فى احتلال الجولان ، بينما اعترفت الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل، على الجولان وهذا من خلال إدارة ترامب 2019 .
و تتمتع هضبة الجولان بأهمية عسكرية استراتيجية. استخدمتها سورية كنقطة مراقبة لقصف شمال إسرائيل. خلال حرب 1948 و 1967 وتتمتع قمة المرتفعات بإطلالة تمتد من الجولان إلى دمشق وتشرف على جزء كبير من جنوب سوريا، مما يسمح لإسرائيل بمراقبة التحركات السورية ويجعل العمل العسكري السوري ضد إسرائيل صعبًا.
كما تتمتع الجولان بخصوبه أراضيها وتستخدم تربتها لزراعة كروم العنب والبساتين وتربية الماشية. كما تضم مرتفعات الجولان منتجع التزلج الوحيد في إسرائيل.
احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان غير قانوني بموجب القانون الدولي. وأصدر مجلس الأمن عدة قرارات منها قرار مجلس الأمن رقم 242، يدعو الى “انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية” من الأراضي التي احتلتها في حرب الأيام الستة ـ أي شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية ومرتفعات الجولان. ويدعو القرار رقم 338، الذي صدر أثناء حرب 6 أكتوبر، جميع الأطراف المعنية إلى تنفيذ القرار رقم 242 “بكل أجزائه”.
وفى ظل الأحداث الأخيرة فى سوريا و قيام الكيان الصهيوني بالقضاء على القوات المسلحة السورية
والاحتلال الكامل لهضبة الجولان والتوغل الى جبل الشيخ .
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي عبر منصة اكس أن جبل الشيخ على الحدود السورية الاسرائلية عاد للسيطرة علية بعد 51 عام وهى لحظة تاريخية مؤثرة فى حين صرح رئيس الوزراء نتنياهو خلال اجتماع عقدة بالجبل يوم امس الثلاثاء بأن إسرائيل لن تترك هذا المكان إلا بعد الحصول على ترتيبات أمنية لحفظ أمنها القومي .
وجبل الشيخ أو “جبل حرمون” هو جبل يقع بين سوريا ولبنان ، تمتد السلسلة الجبلية من بانياس السورية وسهل الحولة في الجهة الجنوبية الغربية إلى وادي القرن في الجانب الشمالي الشرقي، وتشكل جزءاً مهماً من سلسلة جبل لبنان الشرقية التي تمتد بين لبنان وسوريا.
يحد الجبل من الشرق والجنوب منطقة وادي العجم وإقليم البلان وقرى الريف الغربي لدمشق والجولان المحتل، ومن الشمال والغرب القسم الجنوبي من سهل البقاع ووادي التيم في لبنان. لجبل الشيخ أربع قمم، الأعلى 2814 متراً، والثانية إلى الغرب 2294 متراً، والثالثة إلى الجنوب 2236 متراً، والرابعة إلى الشرق 2145 متراً. وسمى بجبل الشيخ كناية إلى الرأس المكلل بالثلج، كما يكلل الشيب رأس الإنسان. وأطلق المؤرخون العرب عليه اسم “جبل الثلج”، ويُطلق على جبل الشيخ أيضاً اسم “جبل حرمون”.
و تكمن أهمية جبل الشيخ الاستراتيجية إذ يقع بين سوريا ولبنان، ويطل على إسرائيل ويمكن رؤيته من الأردن. وهو ما يمكن إسرائيل من السيطرة على ثلاث دول فى المنطقة من مكان واحد ( سوريا ولبنان والأردن ).