*نجحت فى العلوم و سقطت فى (القُلَّة) !!!*
ناقلها لكم ناصف ناصف
قصة حقيقية واقعية .
تقصها عليناالدكتورة مفيدةاب اهيم عميدة كلية الدراسات الاسلامية والعربية بالازهرالشريف
كان يحلم دائما بمستقبل باهر مشرق يجمع فيه بين المال و الجاه و السلطة و قد وجد الطريق إليهم جميعا فى العلم فأقبل عليه بنهم حتى وصل قمة الهرم العلمى بحصوله على الإجازة العالمية (الدكتوراه)فى العلوم الشرعية وتخصص فى فرع دقيق منها و هو الفقه المقارن .. لكن شيئا من آماله لم يتحقق بعد ..
و ذات يوم أحس أن حلمه قد بزغ فجره و أوشك أن يتحقق شىء منه .. بعدما قرأ إعلانا فى إحدى الصحف المحلية أن إحدى الدول الخليجية الغنية بالنفط تطلب أساتذة فى الفقه المقارن تنطبق شروطها عليه تماما و كأنها تعنيه هو ..
لبس الأستاذ أبهى حلة لديه و انطلق مسرعا إلى السفارة متفائلا ومبتهجا بدنوه من تحقيق حلمة ..
وفى السفارة ادخلوه على اللجنة العلمية التى شكلتها الجامعة من أكبر علمائها لاختيار الائقين من المتقدمين للوظائف المطلوبة الذين استقبلوه بحفاوة شديدة و رحبوا به أبلغ ترحيب ..
قدم لهم أوراق ترشحه وسيرته الذاتية والعلمية التى انبهروا بها وجعلتهم يعظمون من شأنه .. و بدأوا معه الأسئلة الشفهية و المناقشات العلمية وكانت إجاباته دقيقة بليغة و ردوده موفقة بارعة زادتهم إنبهارا بعلمه وفقهه و إعجابا بذكائه وفطنته .. وقد حصل على الدرجة النهائية فى جميع الفروع (القرآن والحديث والفقه) بإجماع اللجنة العلمية ..
و بدأ فى تلقى التهنئة بالنجاح والقبول من أعضاء اللجنة والحاضرين معه .. غير أن الأستاذ أحس بالعطش الشديد بعد هذه المناقشات الحامية فطلب ماء .. فأشار له أحد أعضاء اللجنة إلى (قلة ماء) موضوعة على الشباك ..
فانطلق نحوها فشرب منها ثم عاد إلى رئيس اللجنة يسألة :
– متى سيكون السفر إن شاء الله؟
– فأجابه الشيخ : لا سفر .
– اندهش الأستاذ قائلا : وكيف ذلك ؟! ألم تخبرني منذ قليل أنني نحجت و قبلت؟!
– قال : بلى .. *لقد نجحت فى الاختبار النظري الشفهي لكنك رسبت فى الامتحان العملي* .
– فتعجب الأستاذ و زادت دهشته و قال : لكنى لم أمتحن عمليا !
– فأجابه الشيخ : بل امتحنت عمليا و رسبت .
– قال : متى ؟! وكيف؟!
– قال الشيخ : *عندما تقدمت لتشرب الماء .. تناولت (القلة) بشمالك .. و لم تسم الله .. ولم تجلس لتشرب كالسنة .. ولم تشرب ثلاثا .. و لم تحمد الله بعدها .. فعلمت أنك لا تعمل بعلمك و أنك من الذين يقولون ما لا يفعلون .. فلا حاجة لنا بك .. إننا نريد لأبنائنا قدوة يقتدون به فى عمله قبل أن يأخذوا عنه علمه !*
فكان إذا سئل عن نتيجته المقابلة تلك قال : نجحت فى جميع العلوم الشرعية و سقطت فى *( القُلَّة )* !
*فكم منا يعلم الكثير و الكثير ولا يعمل به !!* وقد يغلبه الحرص على الشهادة والألقاب فينقلب علمه وبالا عليه والله المستعان.
(راقت لي )