مشاهدات: 90
مهلة أسبوع للمصرف المركزي الروسي لتحويل الدفعات مقابل إمداد الغاز بالروبل الروسي
كتبت : نجلاء الليثى
اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، الأربعاء، قرار ببيع الغاز والنفط مقابل العملة المحلية الروسية مفاجئة لعدة دول ، الامر الذى جعلها باتت مطالبة بتدبير الروبل من أجل استئناف الشراء من موسكو.
جاء هذا القرار ردا من بوتن على العقوبات الغربية خلال اجتماع للحكومة ، الذى تم بثه من خلال التلفزيون الروسي:
“قررت تطبيق سلسلة من الإجراءات لتحويل الدفعات مقابل إمداداتنا من الغاز إلى الدول غير الصديقة بالروبل الروسي”، مانحا المصرف المركزي الروسي مهلة أسبوع لتطبيق تلك التغييرات، وإيجاد طريقة لتحويل تلك الدفعات بعيدا عن العملات الأخرى.
تدهور النظام المصرفي الروسي
حيث تسببت العقوبات الاقتصادية الصارمة، التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، في تدهور النظام المصرفي الروسي، وإحداث انهيار حاد في قيمة الروبل مقابل العملات الأجنبية.
وبعد إعلان بوتن، قفز سعر الروبل مقابل الدولار بنسبة 8.27 بالمئة، للمرة الأولى في نحو 3 أسابيع، ليتراجع سعر صرف الدولار بعد تعاملات الأربعاء، دون مستوى 95 روبلا.
كما ارتفعت أسعار النفط، إذ وصل سعر برنت إلى 122.24 دولار للبرميل، والخام الأميركي إلى 115.18 دولار.
كيف سيؤثر قرار بوتن على أسواق الطاقة وعلى الاقتصاد الروسي؟ وما العقبات أمام تنفيذ القرار؟
كشف محللون بأسواق النفط واقتصاديون عن صعوبات كثيرة أمام تطبيق قرار الرئيس الروسي، خاصة بالنظر إلى العقوبات الموسعة الموقعة على موسكو، بخلاف التزام معظم المستوردين بعقودهم الحالية طويلة الأجل التي لا تستند إلى الدفع بالروبل.
ووفقا لـــــ موقع “سكاي نيوز عربية” ، قال الخبير المتخصص في قطاع النفط والغاز ومؤسس شركة “فيروسي” لإدارة الاستثمارات والاستشارات المالية سيريل ويدرسهوفن ، إن تصريحات بوتن “لن تفعل على أرض الواقع، إذ سيلتزم معظم مستوردي الغاز الروسي الحاليين بعقودهم الحالية طويلة الأجل، والتي لا تعتمد على الدفع بالروبل أو تنص عليها”.
أضاف ويدرسهوفن أنه “إذا تمسكت موسكو بهذا القرار سيحدث خرق كبير في التعاقدات، مما يعني ضرورة بدء مفاوضات لتوقيع عقود جديدة في الواقع. وبالنظر إلى وجهة النظر الحالية التي تتبناها أوروبا فلن تكون هذه عملية سهلة، حتى لو أخذت في الاعتبار من قبل أي من الدول الأوروبية المستوردة”.
وتابع ويدرسهوفن : “في الوقت الحالي، رفض مستوردو الغاز الطبيعي البارزون بالفعل، مثل إيطاليا، صراحة حتى التفكير في هذا الخيار”.
وأوضح أنه “بشكل عام الدولار يعد العملة الحقيقية التي يتم استخدامها لتداول السلع بأكثر من 90 بالمئة من المعاملات الدولية، ويحتل اليورو المرتبة الثانية، في حين أن قوة الروبل في الأسواق المالية الدولية تكاد تكون غير موجودة”.
وعن تأثير القرار الروسي، كشف ويدرسهوفن أنه “من جانب البلدان المستهلكة لا يمثل ذلك تهديدا في الوقت الحالي، حيث إن الربيع والصيف عادة الموسم الذي لا يوجد فيه طلب محلي حقيقي لشحنات إضافية. ومع ذلك، يمكن ربط تصريحات بوتن بضرورة أن الدول الأوروبية ستحتاج إلى إعادة ملء خزانات الغاز الحالية الخاصة بها لفصل الصيف”.