من يحمينا من الأطباء يا سادة
للكاتب الأستاذ : محمد عبد المجيد خضر/جريدة حكاية وطن
يسر الله العلم ومنحت الدولة لأهل الطب وملحقاته من أطباء ومعاونين وفنيين في معامل التحاليل ومراكز الاشاعات الحصول على اعلى مراتب العلم وجعلهم رحمة للعالمين ، فهم يتصدرون صفوف الرحمة ورفع المعاناة كي يداووا البشر ويرفعوا عنهم ما يعانوه من آلام المرض ، وكان لهم شأن عظيم عند الله والناس حتى اطلق عليهم لقب ملائكة الرحمة .
في قديم الزمان كان الاطباء يعدون ملائكة فعلا هم ومن يساعدهم من اطقم التمريض رجالا ونساءًا ، ولم يكن الربح المادي الشغل الشاغل لهم بل يعشقون مساعدة البشر ورعايتهم وعلاجهم ويفرحون جدا بشفاء مرضاهم ، ويرجون الاجر والثواب من الله عز وجل وفي نفس ذات الوقت يربحون أموالا حلالا !!؟ .
كانوا في احيانا كثيرة يعالجون غير القادرين مجانا بكل رضا وحب وجبر للخواطر بكل احترام وحنان لمشاعرهم ، ويقدمون للبعض الدواء مجانا لعلاج آلام الغير قادرين!!!؟؟،. سبحان الله ماذا حدث .
الاطباء مع استثناء بسيط جدا اصبحوا والعياذ بالله شرهين لجمع المال واستغلال الناس بلا رحمة ، استطيع القول بوحشية تخلو من الانسانية ، واصبح من لا يملك المال اذا مرض يموت ، ولا يجد من يحنو عليه ويداوييه ، رحمتك يارب !؟ منحكم الله فرصة للخير والثواب ففضلتم الكسب المادي ونسيتم الرحمة .
الاطباء من ذوي الخبرة وعلو القدر ، قد تغالوا جدا في تقدير أسعار خدماتهم للناس ، وفتحوا العيادات والمستشفيات الخاصة لغرض الربح المادي فقط لا غير ، على فكرة نحن لا نحسدهم او لا قدر الله ننكر عليهم ذلك ونتمنى لهم الخير ، ولكن نتمنى عليهم مراعات آلام الفقراء الغير قادرين على تحمل أعباء الحياة أصلًا ، واعتقد شخصيًا انهم مسئولون أمام الله عن ذلك ، ولا تقل لي هذه مهمة الدولة هذا هروب من واجباتك ، وتخاذلا عن اليمين الذي اديته عند تخرجك أخي الطبيب .
فتخيل اخي القارئ سيناريو العذاب عند مراجعة مستشفى خاص ، أول القصيدة يوجهونك لقسم الطوارئ ، ثم يطلبون منك التوجه الى الاستقبال مع بطاقة الرقم القومي لتسجيل المريض ، وهناك قد وضعوا فتاة جميلة وشابا انيق كي تشعر بالخجل ولا تناقش ، فيسجلون البيانات ثم وفي منتهى اللباقة يطلبون منك تأمين للطوارئ ، فقط ثلاثة ألاف جنيه مع بسمة عريضة وباحترام وطبعا مستحيل ترفض!؟ والا ،
تتوجه للطوارئ وتعطيهم اثبات الدفع وهنا يتفنن الطبيب في عمل تحاليل وإشاعات من كل نوع الضروري منها والغير ضروري حتى يستنفد المبلغ المودع كتأمين .
هذه اول خطوة للابتزاز ثم يبدأ في ابلاغ اهل المريض بفواجع الأمر وصعوبته ، ولزوم تحويل المريض لغرفة العناية المركزة ، ويستميت في ذلك ارضاءا لصاحب المستشفى لتحقيق إنتاج وإيراد عالي قدر الإمكان وهنا يجب اقفال حساب الطوارئ المستنفذ اصلا وتبدأ تأمين آخر للعناية ضعف ما سبق .
المهم اهل المريض يوافقون مرغمين حفاظا على حياة المريض ، وهذه بداية لمشوار صعب جدا وغير آدمي حيث يحتفظون بالمريض حبيسا ، نعم والله حبيسا تحت رحمة قرار الاستشاري ، الذي يطيل بقاء المريض اكبر قدر ممكن من الوقت استثمارا للمال وجمع اكبر قدر منه ، حيث أن العناية تتكلف اضعاف مضاعفة اذا قارنتها بغرفة عادية بالمستشفى !!؟ .
واذا طالب اهل المريض بخروجه من العناية ، يتم عمل ارهاب لهم بان الحالة متردية وخروج المريض يكون على مسئوليتهم ، الا ان تقول لهم نشكركم فلوسنا انتهت وليس لدينا قدرة على تسديد مصاريف ورسوم العناية المركزة ، هنا يعلمون انك وقعت وتم تثبيت أكتافك بالأرض ، ويسمحون بخروج المريض الحبيس ، لطفك يارب اين الرحمة يا اهل الرحمة اننا لا نريد لكم اي أذى اكسبوا كما تشاؤون لكن مع الرأفة والرحمة ، راعوا ضمائركم راعوا الله فيما تنفقونه على اسركم ، طهروه اجعلوه حلالًا ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .
ونتساءل اين دور الدولة الرقابي ، اين حماية المستهلك ، من يحمي المواطنين من هذا الابتزاز العلني ، انه جريمة في حق المواطن بكل معنى الكلمة ، وخروج عن المألوف ، نعم المواطن مطحون وهؤلاء لا يعبئون لآلامه ، وليس هناك من يحنو عليه ويحميه فيا وزارة الصحة ويا من بيده سلطة الرقابة ويا اعضاء مجلس الشعب اين انتم ؟ماذا أنتم فاعلون ؟ .